مع موسم الأرز الجديد في الهند وباكستان بدأت أسعار الأرز في الارتفاع ، وخاصة البسمتي ، ونحن لا نرضى بغير البسمتي بديلًا ، بل ونصر على نوع واحد منه هو تيلدا الذي وصل سعر الكيس زنة عشرة كيلوغرامات في بعض المحلات إلى 120 ريالا ، بينما ظل الأرز البسمتي العادي في حدود ثمانين ريالا ، ولهذا تعالت الصيحات بالاستغناء عن الأرز والإقبال على الجريش ، ومع الأسف فإن أصحاب هذه الصيحات حين نادوا باستبدال الأرز بالجريش ، وهم يريدون إحلال الجريش محل الأرز طالبوا بنقيض ذلك أي إحلال الأرز محل الجريش ، فالباء بعد فعل استبدل تدخل على المتروك ، فالأصح أن يقال : " استبدلوا الجريش بالأرز " و"ليس استبدلوا الأرز بالجريش " وفي القرآن الكريم في الآية 61 من سورة البقرة " وإذا قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ..." فهم أرادوا أن يستبدلوا الفوم والبصل .. الخ بالذي هو خير وهو المنّ والسلوى ، أي أن الذي خير هو المتروك . وشوقي يقول : أنا من بدّل بالصحب الكتابا لم أجد لي صاحبا إلا الكتابا فالصحب هم المتروكون ، ولذلك قال في عجز البيت : لم أجد لي صاحبا إلا الكتابا ، وبمناسبة الاستبدال يجب أن نستبدل الدخن والذرة الرفيعة بالشعير الذي وصل سعره إلى رقم فلكي . والله الهادي إلى سواء السبيل..