اعترف وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس بأن "معظم الدول تكذب على بعضها البعض"، وذلك حين واجه تساؤلات متجددة في الكونغرس عن امكانية ان تكون باكستانوأفغانستان تمارسان لعبة مزدوجة مع واشنطن. وكشفت الجلسة الساخنة التي عقدتها الاربعاء لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الامريكي عن شعور متنام بعدم الارتياح للتحالف مع باكستان وللاستراتيجية الامريكية في أفغانستان بعد نحو عشر سنوات من الحرب. ومن المنتظر ان تبلغ المساعدات الامريكيةلباكستان هذا العام نحو ثلاثة مليارات دولار رغم التوترات بين واشنطن واسلام اباد التي تفاقمت بعد مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال غارة سرية للقوات الامريكية الخاصة داخل الاراضي الباكستانية في الثاني من مايو - ايار. وأشار السناتور باتريك ليهي الى تقرير إعلامي جاء فيه ان المخابرات الباكستانية التي تزعم انها ايضا كانت تريد الامساك ببن لادن اعتقلت خمسة أشخاص قدموا للمخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) معلومات قبل غارة الشهر الماضي. وتساءل ليهي قائلا "الى متى ندعم حكومات تكذب علينا؟ متى نقول كفى؟" كما أثار تساؤلات بشأن الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي "يبدو انه لا يعرف ان يقرر هل هو معنا او مع طالبان." ورفض غيتس وكان مديرا سابقا للمخابرات المركزية الامريكية ويتقاعد من منصبه كوزير للدفاع في الاول من يوليو/ تموز ان يختص اي دولة بشكل محدد لكنه أيضا لم ينف عدم نزاهة اسلام اباد. وقال "يمكنني القول بعد ان عملت 27 عاما في المخابرات المركزية وأربع سنوات ونصف في هذا المنصب (وزير الدفاع) ان معظم الدول تكذب على بعضها البعض. "العمل يجري بهذا الشكل. بل في احيان يرسلون الجواسيس للتجسس علينا وهم حلفاؤنا المقربون." ومن جانبه أقر الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة بان بعض النقد الموجه الى العلاقات الامريكية مع باكستان "مبرر للغاية." لكنه قال "اذا ابتعدنا اعتقد انها (باكستان) ستكون مكانا اكثر خطورة منه الان وسنعود." وعقدت جلسة لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الامريكي وسط تصاعد دعوات الكونغرس للرئيس الامريكي باراك أوباما بتسريع سحب القوات الامريكية من أفغانستان حين يعلن في يوليو تموز خطته لبدء خفض القوات.