وفي ليلة، والحشائش مثقلة بالرطوبة والصيف في كوخه يختبئ.. تخيلت وجهك فاشتعلتْ ضحكة في يدي وخبأت أجراسها قبل أن تنطفئ.. تخيلت صوتك.. «هل قلت إنك تسكنني؟» فاتكأت.. وشاهدت ظلين يفترقان فصرت وحيداً كظلي.. التفت.. رأيت النوافذ مذعورةً، والعصافير تنقر في الريح زقزقة.. تخيلت.. فاشتعلت ضحكة كي أخبئ زرقتها في المياه.. ولم أعرف الحبَّ - قلت - فعدنا إلى الصفر.. «وكان لعينيك سرب شواطئ ينتظر السفن النائمة..» ولما التقينا، وشاهدت ظلين يفترقان رجعت إلى قبضتي نادمة.. تقولين: أكثر من ألمي متعتي بسياطك.. فخذ ما تشاء من الريح تحت بساطك.. وقل لي: أحبُّك خذني إلى الطرقات القديمة وأضرب بكفيك: من سيغني لنا الآن والذئب يضحك؟ - أنت تغنين، آخر صوت سيصحبه الحلم فيَّا.. تغنين كي أحبس البحر في دمعتين ونمضي سويا.. نعود إلى الحزن، والشمس تنقع جبهتها بالصباح المبكر لم نعرف الحب بعدُ، وأنت تعيدينَ: حزنك في الأرض لي.. وأذكر: كنت تغنين، والصيف في كوخه والرطوبة تفلت أمواجها في تجاعيد مقعدنا المهترئ.. وأذكر أني تخيلت فاشتعلت ضحكة، قبل أن تنطفئ..