اقتصرت خيارات منع الحمل الذكورية حتى الآن على الواقي الذكري وعملية قطع الحبل المنوي. ولكن الباحثين يشيرون اليوم إلى أسلوب جديد يبدو واعداً وهو عبارة عن حقنة تثير ردود فعل مناعية لبروتين ينتجه الجهاز التناسلي الذكري. وقد ذكر الباحثون في تقرير نشر في مجلة «سينس» أن هذه الطريقة نجحت في اختبارات أجريت على ذكور القرود التي استعادت خصوبتها بعد وقف المعالجة. وقال الدكتور مايكل اوراند من جامعة نورث كارولاينا، أن مانع الحمل المناعي للذكور ممكن ويؤمل أن يتم تطويره للاستعمال البشري خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال أوراند، وهو كبير الباحثين في المشروع، إن التقدم يتوقف على تمويل المشروع ولكن حتى ولو توفر التمويل بلا حدود فإن ترجمة الاستنتاجات إلى مواد الاستعمال البشري قد يستغرق عشر سنوات. ويضيف أوراند: «هذا برهان يؤكد المبدأ. إنه قابل للتطوير للاستعمال البشري مع مواصلة التطوير واجراء التجارب المناسبة المتعلقة بالسمومية والسلامة. ومع ذلك فإن نجاح التجارب التي أجريت على القرود هو إشارة إلى وجود إمكانية جديدة لصنع مانع حمل ذكوري. ويشار إلى أن باحثين آخرين طوروا عدداً من موانع الحمل الذكورية في السنوات الأخيرة، وهي مبنية على الهرمونات ومصممة لقمع إنتاج الحيامن وهي الآن قيد التجارب. أما اختبارات أوراند فلم تتضمن هرمونات بل حقنت القرود بالموانع المحتوية على نوع من الابين (Eppin)، وهو بروتين يتكاثر في الخصي داخل الأوعية اللولبية التي تنقل الحيوانات المنوية. وقال الباحثون إن القرود الذكرية التي طورت استجابة مناعية قوية للابين ظلت قادرة على التزاوج من الإناث ولكن لم تستطع أن تخصبها. وقال اوراند: «لم نفهم الآلية الدقيقة لما يجري بالضبط بعد، ولكننا نعتقد أن منع الحمل المناعي يتم بمنع الحيمن من تحرير نفسه من السائل المنوي للانطلاق إلى عنق الرحم وأوعية البويضات لتلقيحها. في الاختبارات التي جرى تصميمها في الولاياتالمتحدة وتنفيذها في الهند، طورت سبعة من ذكور القرود من أصل تسعة مستويات عالية من الأجسام المضادة. واستعادت سبعة قرود خصوبتها فور وقف التحصين. وقد تم حقنها بالابين مرة كل ثلاثة أسابيع للمحافظة على المناعة. وقالت الدكتورة باتريسيا انستازيا دي ليون من جامعةديلاوير إن النتائج كانت مهمة وأن العلماء حالفهم الحظ في الحصول على بروتين يستطيع أن ينتج أجساماً مضادة. وأشارت دي ليون إلى أن الجسم عادة لا ينتج أجساماً مضادة لبروتيناته الخاصة. ولكن الخصي والأوعية اللوبية محمية بحاجز يمنع وصول البروتين إلى شرايين الدم. ولذلك حين تم حقن الابين في الشريان لم يتعرف عليه جهاز المناعة وأنتج أجساماً مضادة. وقالت دي ليون التي تنتمي إلى فريق الأبحاث: «أعتقد ما جرى مهم لأن إمكانية استعادة الخصوبة أمر جذاب جداً». وهذه الاستنتاجات صالحة ومهمة للغاية، حسب دوغلاس كولفارد، مدير مؤسسة Conard، وهي مؤسسة تعاونية مقرها مدرسة ايسترن فيرجينيا للطب في نورفولك، وهي تنظم وتمول أبحاث تطوير موانع الحمل، ومنها مشروع أوراند. وقال كولفارد إن ما ينبغي أن نعمله الآن هو تكرار الاختبار على حيوانات أخرى أو على مزيد من القرود. كما أن على الباحثين أن يبينوا أن ما حدث للقرود يحتمل أن يحدث للإنسان أيضاً. وأضاف كولفارد إن استنتاجات اوراند تحدد هدفاً لمنع حمل ذكوري، وهو يؤمن أن وصول مانع حمل ذكوري هورموني بات أكثر قرباً من السوق. فثمة شركتان من كبريات الشركات الأوروبية تتعاونان حالياً لإنتاج منتوجات من هذا النوع.