بحث الوسيط الافريقي ثامبو أمبيكي الرئيس الجنوب أفريقي السابق في العاصمة السودانية الخرطوم الليلة قبل الماضية وفي جوبا عاصمة الجنوب أمس مع الرئيس عمر البشير ونائبه الاول سلفاكير ميارديت التهدئة في ولاية جنوب كردفان التي شهدت مواجهات عسكرية بين الجيشين الشمالي والجنوبي أدت الى مقتل وجرح ونزوح المئات. وأبلغ امبيكي الصحفيين عقب لقائه البشير انه قدم مقترحات للطرفين الشريكين في الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لحل الأزمة دون أن يخوض في تفاصيل المقترحات. وأضاف امبيكي قائلا: " ان الطرفين أبديا تجاوبا وأكدا التزامهما بالتهدئة والحفاظ على الأمن والسلام في ربوع البلاد. الى ذلك قال رئيس الحركة الشعبية الجنوبية في ولاية جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو عبر بيان تلقت " الرياض " نسخة منه انه عازم على اسقاط نظام الحكم في الخرطوم. ووجه نداء للسكان عامة وأبناء الولاية المحازية للحدود مع الجنوب لرفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام". وقال: نريد أن نسقط النظام لتحقيق التغيير الجذري في المركز وإزالة كافة اشكال التهميش في مختلف صوره سياسياً واقصادياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً. ودعا السكان الي الضغط علي النظام حسب الوسيلة المتاحة لكل شخص سواء كفاح مسلح او الانتفاضة الشعبية او العصيان المدني او الاضرابات والتظاهرات، متهما حزب المؤتمر الوطني بمحاولة جرجرت البلاد لحرب أهلية. وبالمقابل رسم نواب لحزب المؤتمر الوطني من الولاية في البرلمان المركزي صورة قاتمة للوضع الانساني هناك، مناشدين طرفي الحكم بالركون الى التفاوض ووقف اطلاق النار. وفي السياق قالت النائبة البرلمانية عن حزب المؤتمر الوطني عفاف تاور ل"الرياض " ان هناك هدوءا نسبيا ساد حاضرة الولاية مدينة كادوقلي، ولكنها اكدت انتشار عمليات النهب للمنازل والاسواق. وذكرت ان الولاية تعيش في وضع انساني مأساوي وسكانها يعانون من نقص حاد في المياه لمدة ثلاثة ايام متواصلة الى جانب قلة الطعام والمقومات الاساسية للحياة. واشارت الى وجود هناك أكثر من سبعة آلاف من النازحين احتموا بمعسكرات الاممالمتحدة عند مدخل كادوقلي، واضافت: "هؤلاء يعيشون اوضاعا مزرية وهناك نقص حاد في الادوية والاطباء الاختصاصيين. فيما أعلنت الاممالمتحدة الجمعة ان ما بين ثلاثين واربعين الف شخص فروا من مدينة كادوقلي وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في تصريح صحافي: "نقدر ان هناك ما بين 30 و 40 الف شخص فروا من كادوقلي منذ بدء الاحداث". وأوضحت ان هذه المدينة تعد 60 الف شخص عادة. الى ذلك اتهم جيش جنوب السودان الجمعة الخرطوم بقصف قرية قريبة من حدودهما المشتركة غير المرسمة وقال ان جوبا مستعدة للتصدي لأي تقدم من جانب القوات البرية صوب المنطقة. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم جيش الجنوب "حدث قصف جوي من جانب القوات الشمالية في ولاية الوحدة صباح امس ومرة اخرى بعد الظهر. وقتل ثلاثة اشخاص في الصباح." ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم الجيش السوداني للتعقيب.