تختلف مفاهيم وطرق العمليات الجراحية باختلاف الزمن وجراحات العيون من أكثر الجراحات تطورا في العقدين الأخيرين مما أدي إلى تغير معظم الأفكار القديمة والثوابت المتعلقة بها. فجراحات المياة البيضاء (الكتاراكت) وهي الأكثر شيوعاً والاكثر تطوراً بين طب وجراحة العيون قد اختلفت كثيراً لاختلاف التقنية الخاصة بها وظهور جيل جديد من العدسات الصناعية لزرعها داخل العين اثناء الجراحة. ولادراك الفارق لابد ان نذكر الطريقة القديمة لازالة الكتاراكت: فقد كانت الجراحة قديما تتم تحت تخدير كلي مما يستوجب الكثير من الفحوصات وكان المريض يستغرق اياما طويلة لتجهيزه لاجراء الجراحة وقد يستدعي الامر ان يكون المريض منوما في المستشفى خلال هذه الفترة مما يؤثر بالسلب على روتين حياته اليومية والعائلية. ولم تكن التقنية الجراحية بافضل حالا من الان فقد كانت تتم بطريقة استخراج العدسة من محفظتها من خلال جرح بقرنية العين طولة يتراوح من 8-10 مم ومن ثم زرع العدسة الصناعية من نفس الفتحة وكان ذلك الجرح يستلزم اغلاقه بخيوط جراحية بعد الانتهاء من إجراء الجراحة. ويلتزم المريض بعد الجراحة بنظام علاجي خاص كما ينصح بالراحة البدنية لفترة قد تمتد إلى 6 أسابيع يمنع فيها المريض من كثير من انشطة حياته اليومية ومنها السجود والركوع والتحسن في قوة الابصار يكون تدريجيا وغالبا مايحتاج إلى نظارة طبية. ويعتبر ظهور الطريقة الحديثة طفرة في اخر ماتوصلت إليه جراحات العيون وهي (شفط المياة البيضاء بالموجات فوق الصوتية) حيث تختصر تلك الدورة في 24 ساعة بدءا من الفحوص إلى ممارسة المريض لانشطة حياته اليومية دون اية قيود بعد العملية بيوم واحد فقط. وعادة مايكون المخدر موضعياً أي ان يكون المريض في وعيه أثناء الجراحة دون ان يشعر باي الام ولذلك فهو لايحتاج إلى فترة افاقة بعد العملية. والجرح الخاص بتلك الطريقة ذو تصميم خاص لايحتاج إلى خيوط عند انتهاء الجراحة نظراً لأن طوله لايتعدى 3-4 مم ويتم من خلال هذا الجرح شفط المياة البيضاء وزرع نوع خاص من العدسات لتحل محل المياه البيضاء المزالة (العدسة المنزوعة). ويسترد المريض قوة الابصار من أول يوم بعد الجراحة وقلما تكون هناك حاجة إلى استعمال النظارة الطبية بعد اجراء الجراحة. ٭استشاري طب وجراحة العيون