استمراراً لدور جامعة الملك سعود في الكشف عن اثار وتراث المملكة العربية السعودية، انهى قسم الآثار والمتاحف مؤخراً اعمال التنقيب الآثاري في موقعي دادان القديم، وموقع المابيات الإسلامي بمحافظة العلا، وذلك للموسم الثاني على التوالي. وكانت جامعة الملك سعود قد بذلت جهداً مميزاً في دفع مسيرة البحث الآثاري من خلال تعاونها مع وزارة التربية والتعليم، ممثلة في وكالة الآثار والمتاحف العمل على مدى اكثر من ثمانية وعشرين عاماً في موقعي قرية الفاو، العائد لفترة ما قبل الإسلام، وموقع الربذة الإسلامي، ما ادى الى اماطة اللثام عن جوانب مهمة للحضارتين القديمة والإسلامية المبكرة بالمملكة العربية السعودية بصورة خاصة والجزيرة العربية بصورة عامة. وقد ادى نجاح قسم الآثار والمتاحف في اعماله الميدانية في موقعي قرية الفاو، وموقع الربذة الى موافقة الجهات الرسمية بالجامعة، على قيام القسم بمواصلة ابحاثه الأثرية، ونقل نشاطاته الميدانية الى موقعي الخريبة والمابيات في محافظة العلا بشمال غرب المملكة العربية السعودية. تشير المكتشفات الآثارية في هذين الموقعين الى انهما قد لعبا دوراً بارزاً في التاريخ الحضاري للمملكة العربية السعودية، فموقع الخريبة «دادان»، يعد من اقدم المواقع الأثرية في المملكة، وقد كان عاصمة لمملكة دادان القديمة، وهي من اقدم الممالك العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية، ثم اصبح مطلع القرن الخامس قبل الميلاد عاصمة لمملكة لحيان، كما ان هذا الموقع كان قد لعب دوراً رئيسياً في حركة الاتصال الحضاري بين سكان الجزيرة العربية والعالم القديم، وذلك نظراً لوقوعه على طريق التجارة القديم الذي امتدت مساراته من اقصى بلاد العرب حتى وصلت الى حواضر البحر الأبيض المتوسط. اما موقع المابيات، فهو ايضاً من المواقع المهمة، وتبرز اهميته في كونه يقع على طريق الحج الشامي في الجزيرة العربية خاصة خلال فترة صدر الإسلام وعصر الدولتين الأموية والعباسية. وتمثل اعمال التدريب الميدانية في هذين الموقعين ركيزة اساسية في البرامج الأكاديمية لطلاب قسم الآثار والمتاحف، وهي جزء من متطلبات التخرج لمرحلة البكالوريوس، كما تهدف تلك الأعمال الى اكساب الطلاب الخبرة العلمية اللازمة في مجال الكشف عن الآثار وتقنيات الحفر الآثاري. وبفضل ذلك ساهم قسم الآثار والمتاحف، بجامعة الملك سعود في الكشف عن الأدوار المتعددة والمتعاقبة لتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها عبر العصور. وأخيراً فإن الأعمال الميدانية التي يجريها القسم في هذين الموقعين سيكون لها مردود ايجابي على موارد التراث الثقافي للمملكة، اذ تشكل الآثار، والمواقع التراثية الجانب الأهم منها، كما ستدعم صناعة السياحة في المملكة، خاصة السياحة الثقافية، التي توليها الدولة جل عنايتها واهتمامها. وسوف يلقى قسم الاثار والمتاحف يوم السبت القادم في كلية الآداب مدرج قسم الجغرافيا محاضرة عن آخر الاكتشافات والنتائج التي توصل لها قسم الاثار عن حفريتي العلا وسوف يعرض المعثورات والصور الخاصة بحفريتي العلا. من جانب آخر انهى فريق الترميم التابع لقسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود مؤخراً موسمه الاول في اعمال الترميم لموقعي آثار الخريبه واثار المابيات بمحافظة العلا وذلك بأشراف مباشر من قبل رئيس القسم الاستاذ الدكتور سعيد فايز السعيد وقد رأس فريق الترميم الدكتور عبدالناصر الزهراني استاذ الترميم المساعد بجامعة الملك سعود وضم فريق العمل الاستاذ محمد السحيمي والاستاذ حاتم العيدي وعدد من طلبة قسم الاثار والعاملين واشتمل المشروع على اعادة ترميم ما تم الكشف عنه في موقع حفرية الخريبة وموقع حفرية المابيات حيث استمر العمل في المشروع خمسة واربعين يوماً حيث تم ترميم ماتم الكشف عنه في موقع الحفريه من اساسات مبان وبعض الملتقطات واشتمل المشروع كذلك على تدريب طلاب القسم على طرق واساليب الترميم والصيانة الحديثة وناشد الدكتور عبدالناصر الزهراني في ختام حديثه اهالي المحافظة وجميع الزائرين لهذه المواقع بعدم العبث بهذه الآثار التاريخية من تخريب او تشويه او كتابات شيء الى هذه الاثار القديمة.