بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة أخينا الحبيب وزميلنا العزيز الأستاذ مطلق بن فتن الزايدي مدير معهد التربية الفكرية بالطائف على اثر حادث سير وقع له بين مكة والطائف. ونحن - منسوبو التربية الخاصة - اذ نعزي انفسنا وذويه لنرفع اكف الضراعة الى الله سبحانه وتعالى ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهمنا وآله الصبر والسلوان. لقد عرفت الفقيد الغالي على مدى تسع سنوات من خلال عملنا في التربية الخاصة بل وسافرت معه في مهمة رسمية واستطيع ان اقول بكل تجرد انه لم يكن فقط نعم الرفيق على الطريق، وإنما كان ايضا نعم الرجل دينا وخلقا ونعم الصديق. لقد عرفته وعرفه الناس من قبلي بأنه الرجل الذي نذر نفسه ووقته وجهده في سبيل خدمة وطنه من خلال تفانيه في خدمة فئة غالية هي فئة المتخلفين عقليا لقد دافع عن قضاياهم وطالب بحقوقهم بكل الحماس والإخلاص وفوق ذلك كان يتمتع بمهنية عالية في التعامل مع مرؤوسيه ورؤسائه على حد سواء. ومن المفارقات الغريبة ان الفقيد يرحمه الله كان في اليوم السابق لوفاته قد جمع الناس مسؤولين وأولياء امور وطلابا الى احتفالية في مقر المعهد بالطائف وهو لا يعلم ان هؤلاء سوف يشاركون في اليوم التالي مباشرة في تشييع جنازته وكأنه كان يحتفل معهم بيوم وداعه. وصدق الله العظيم اذ يقول: {وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي ارض تموت}.. {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. ٭ المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم