صدر مؤخراً عن نادي القصيم الأدبي كتاب بعنوان: (تأثير التغير الإيكولوجي على الخصائص الاجتماعية والثقافية لسكان مدينة بريدة) لمؤلفه عبد العزيز بن حمود المشيقح عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. تناول الكتاب العلاقة بين الإنسان وبيئته. حيث رأى المشيقح عبر كتابه أن المفكرين لاحظوا تأثير البيئة في حضارة الإنسان، وفي سلوكه الاجتماعي من خلال مقارنته ظروف العيش التقليدية بالظروف الحضرية ، وتكيف الناس لكل من تلك الظروف والعمليات الايكولوجية تأثيراً هاماً في تشكيل سلوكيات الناس في مختلف مجالات الحياة ولقد ازداد اهتمام علماء الاجتماع والاقتصاد والانثروبولوجيا والجغرافيا وعلماء النفس والمخططين بالمدخل الايكولوجي في دراسة المدن اهتماما تناول مختلف القضايا الخاصة بالايكولوجيا الحضرية . ومن دلائل هذا الاهتمام إقامة العديد من المؤتمرات والندوات والحلق الدراسية لمناقشة هذه القضايا. ومما يجعل تأثير التغير الايكولوجي من القضايا الهامة أيضا هو أن كثيرا من الدراسات في مجتمعنا العربي لم تتوصل إلى وقتنا الحاضر إلى مفاهيم نظرية ذات تحليل شامل لخصائص هذا التغير واتجاهاته ومراحله وآثاره على السلوك الاجتماعي والثقافي في المجتمع المحلى من ناحية ، والمجتمع العام من ناحية أخرى وعلى هذا يتأكد على الباحثين في هذا الشأن الاجتماعي مواصلة البحوث في هذا الإطار للوصول إلى نتائج تفيد في فهم سياق الحياة الاجتماعية. ويعد هذا الكتاب في إطاره العام محاولة لمواكبة هذا الاهتمام بدراسة واستكشاف هذه الظاهرة في مدينة بريدة من حيث موضوعها وأهدافها اختباراً للنتائج والأفكار التي طرحتها دراسات أخرى للظاهرة الحضرية والنمو الحضري وتفهمهما في سياقات ثقافية مختلفة مما شجع المؤلف على دراسة هذا التأثير الايكولوجي على المجتمع وثقافته ببريدة. كأحد أبنائها واتخذ من مجتمع الدراسة ( عينة من سكان مدينة بريدة ) كمجتمع محلي ، سواء في العلاقات الاجتماعية والأسرية ، فمجتمع الدراسة له سمات اجتماعية محلية خاصة به ومع ذلك قد تأثر بشكل ما نتيجة للتغيرات الايكولوجية ، يلاحظ ذلك من خلال الهياكل العمرانية وتباينها ما بين أنماطها الجديدة مقارنة بأنماطها القديمة وعادات مجتمعها وسلوكياتهم المواكبة لتلك التغيرات. ويحتوي الفصل الأول على مدخل الدراسة متضمنا موضوع الدراسة وأهميتها، أهداف الدراسة ،تساؤلات الدراسة ،مفاهيم الدراسة ،الدراسات السابقة. فيما احتوى الفصل الثاني على المدخل الايكولوجي في دراسة المدن. فيما رصد المؤلف في الفصل الثالث مظاهر التغير الايكولوجي في المملكة العربية السعودية. واحتوى الفصل الرابع على الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية، فيما عرض المشيقح في الفصل الخامس نتائج الدراسة الميدانية.