مع اعتدال الطقس في الصيف ، تراود الكثيرين من الأشخاص الرغبة في التوجه إلى المناطق الريفية والاستمتاع بالطبيعة ، لكن فرص مشاهدة نحل العسل صارت كبيرة للغاية في كثير من المدن. والسبب هو أن نحل العسل يمكن أن يجد أنواعاً عديدة من النباتات والزهور المتنوعة في المناطق الحضرية أكثر مماهي في الريف الذي حولته أساليب الزراعة الحديثة إلى حقول مزروع بها محصول واحد من نبات السلجم والذرة، وأراض ممتلئة بالآفات الزراعية ومراع خضراء من دون زهور. اما المناطق الحضرية فتتوفر فيها الزهور في المتنزهات العامة وشرفات المنازل ابتداء من موسم الربيع وحتى الخريف. وأدرك مربو النحل هذا التطور وأخذوا يستغلونه لمصلحتهم. ولدى متحف الفن المعاصر في فرانكفورت الآن خلايا نحل مثبتة على سطحه بها نحو 600 ألف نحلة تطير كل يوم لجمع حبوب اللقاح من مناطق مختلفة في أنحاء المدينة. كما أن دار "أوبرا جارنييه" في باريس لديها خلايا نحل وفي العاصمة الألمانية برلين أسس مربو النحل مبادرة "طنين برلين". وتقول كورينا هولتسر ، عن المبادرة ، أن "هدفنا هو رفع الوعي بأهمية النحل" ، مشيرة إلى أن النحل يضطلع بدور مهم للغاية في الزراعة. ويأمل منظمو المشروع أن تساعد المبادرة في الحفاظ وحماية الأنواع المختلفة من النحل . ويعتزمون إقامة أماكن جديدة لخلايا النحل بالإضافة إلى مساحة لتربية النحل البري وحشرات أخرى. ويعيش نحو 300 نوع مختلف من النحل البري في برلين وحدها. وغيرت تربية النحل في ألمانيا من صورتها على أنها وظيفة كبار السن ، ففي العام الماضي تدرب 1800 شاب على تربية النحل في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا وهناك أكثر من 50 مجموعة عمل مدرسية في ألمانيا مخصصة لحماية النحل. لكن شهور الربيع تكشف ايضا عن الجانب السلبي للنحل ، ففي ميونيخ يتم استدعاء اجهزة إطفاء الحرائق في المدينة في عدة مناسبات للتعامل مع أسراب النحل. وفي إحدى المرات اتخذ سرب من النحل من إناء زهور كبير في منطقة للمشاة مقرا لإقامته. ويقول ديتر فيل ، المتحدث باسم دائرة الإطفاء ، إنها " مجرد بداية للانتقال بشكل كامل. وتتوقع إدارة الإطفاء في ميونيخ أن يتم استدعاؤها أكثر من 20 مرة يوميا للتعامل مع أسراب النحل خلال أشهر الصيف.