سبق أن أوضحنا أهمية المناخ وضرورة الاهتمام في هذا الجانب الذي تم تجاهله في تصميم مبانينا.. وتعتبر الجزيرة العربية بشكل عام واحدة من المناطق الأكثر استثناء في العالم والتي تتميز في نقص كبير في المياه والمسطحات الخضراء ولكن تتوفر فيها المصادر الطبيعية الأخرى كالرياح والطاقة الشمسية. فالمعماري الذي يزاول نشاطه في هذه المنطقة غالباً ما يبالغ في استخدام التكنولوجيا المتطورة بشكل مسرف ويتوقع بأنه بامكانه توفير أي مناخ مطلوب داخل المبنى وفي أي مكان بالوسائل الميكانيكية فقط ولا يعطي أهمية وتقدير للعوامل والمؤثرات الطبيعية للمناخ على كل عنصر من عناصر المبنى. يجب على جميع الجهات المعنية إيجاد الطرق والوسائل المناسبة لتشجيع وتحفيز المعماري أو المهندس أو المقاول أو المالك لاستخدام الوسائل الطبيعية للعناصر المناخية في التخطيط والتصميم والتنفيذ والاستخدام ما أمكن قبل أن تستفحل الأمور ونصبح عاجزين تحت رحمة الوسائل الميكانيكية الدخيلة.. ويجب عليها توعية الجهات المستفيدة من أهمية التصميم المعماري المتكامل الذي يأخذ بعين الاعتبار النواحي المناخية التي تؤدي بلاشك إلى إيجاد بيئة معيشية مريحة وتوفير في الطاقة والمال والأهم المحافظة على البيئة. ويجب علينا كمعماريين أن نتقن عملنا إذا عملنا كما أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأن نبذل كل ما نستطيع في سبيل إيجاد الحلول التصميمية الفعالة واستغلال العوامل الطبيعية المتوفرة وبأكبر قدر ممكن في تشغيل أنظمتنا وبأقل قدر ممكن من التدخل الميكانيكي. كما يمكننا أن نسأل أنفسنا.. كيف كانت مبانينا قديماً مستغنية بشكل تام عن الوسائل الميكانيكية والآن أصبحت مبانينا تحت رحمة الوسائل الميكانيكية وبنفس المناخ العام الذي لم يتغير ولكن أسلوبنا في الحياة والتخطيط والتصميم المعماري والتنفيذ الإنشائي هو الذي أدى إلى ذلك. الطبوغرافية المناخية THE GEOCLIMTATE تقع الجزيرة العربية في الجنوب الغربي من قارة آسيا وتبلغ مساحتها 3 ملايين كلم مربع وتشغل المملكة العربية السعودية أربعة أخماس المساحة يحدها من الشمال الأردن والعراق والكويت، ومن الشرق الخليج العربي ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب البحر العربي (المحيط الهندي).. وسوف نقدم عرضا لتفاصيل الطبوغرافية في اعدادنا القادمة إن شاء الله.