** قال وزير العمل.. المهندس (عادل فقيه) إن برنامج (نطاقات) الذي ابتكره سيلغي ابتداء من الشهر المقبل سعودة المهن - كما كان ذلك مقرراً من قبل - وإنه يصبح لأصحاب المنشآت الواقعة في النطاق الممتاز في تصنيف وزارة العمل الجديد لتوطين الوظائف (يصح لهم الحصول على تأشيرات مفتوحة المهن).. ** جاء هذا خلال لقاء الوزير المفتوح مساء يوم الثلاثاء الماضي مع رجال الأعمال في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.. والذي أكد فيه مجدداً (أن برنامج نطاقات يأتي لتحفيز المنشآت على توطين الوظائف كمعيار جديد للسعودة).. ** وأنا .. وإن كنتُ لست متفائلًا بدرجة كبيرة بالنسبة لهذا المشروع.. إلا انني أعتقد أن التجربة خير برهان على مدى نجاحه من عدمه.. وبالتالي فإن علينا أن نعطي الوزير وقتاً كافياً لتطبيق هذا التوجه الجديد.. وليكن ذلك مدة ثلاث سنوات من الآن ، شريطة تقييم مدى ودرجة الاستجابة ومعدل تحقيق النجاح له.. سنة بسنة وشهراً بشهر.. مخافة أن نفقد بوصلة التوجه إلى الحل الأمثل لمعالجة قضية البطالة بين شبابنا وشاباتنا.. ** والهدف من إعطاء هذه المدة هو .. معرفة ما إذا كان أصحاب هذه الشركات حريصين على الوطن.. ومستقبل الوطن.. وأبناء الوطن حقاً.. أو أن أكثرهم حريص على مصالحه فقط.. وعلى نجاح شركاته ومؤسساته وأنشطته المختلفة فقط ؟ ** وعندما قلت إنني لست متفائلاً بصورة كبيرة بنجاح البرنامج.. فإن ذلك يعود إلى تلك المعاناة الشديدة التي واجهها معهم وزير العمل السابق الدكتور غازي القصيبي.. عليه رحمة الله وله غفرانه.. وقرر هو في نهاية الأمر وقبل وفاته.. أن برنامج السعودة ذاك لم يحقق أهدافه وأن الوضع خطير.. وانه لابد من اتخاذ الاجراءات المناسبة لحسم هذه القضية بعد أن أصبحت تتهدد أمن الوطن كثيراً.. ** وعندما يبتكر الوزير (عادل فقيه) هذه الطريقة .. وينتقل بهذه الشركات من وضع شروط وقيود قاسية على الاستقدام من الخارج.. ومطالبتها بنسبة سعودة في كل شركة ومؤسسة ومنشأة خاصة.. إلى إعطاء حوافز متفاوتة تبعاً لدرجة تجاوب هذه الشركة أو تلك مع نظام (نطاقات) فإنه لابد وان نرى النتائج على الأرض.. لنقول بعد ذلك.. إلى أين نحن نسير؟! ** وفي تقديري.. أن وزير العمل عادل فقيه بهذه الخطة يكون قد وضع الكرة في مرمى المستثمرين.. ورجال المال والأعمال.. والبنوك.. والمصارف.. والمؤسسات وجعلهم أمام مسؤوليتهم كمواطنين بدرجة أساسية.. ثم كتجار وأصحاب عمل.. كثرت شكاواهم من تعطل أعمالهم وشركائهم بسبب القيود المفروضة على التأشيرات.. ** وأنا وإن كنتُ لا أشكك في وطنية أصحاب هذه الشركات والمؤسسات والمصارف.. ولا في إخلاصهم لبلدهم.. ولا في حرصهم على تحقيق المصلحة العامة.. الا انني اعتقد ان إصدار نظام نطاقات هذا.. لا يكفي لتحقيق الأهداف والغايات النهائية منه.. وانه لابد وان يقترن ذلك بالتوصل إلى ميثاق عمل يجمع بين كل من وزارة العمل، ووزارة التجارة والصناعة ووزارة التخطيط والاقتصاد ووزارة الداخلية، وبين أكبر عدد ممكن من رجال الأموال والأعمال والمصارف تجسد هذه الشراكة الحقيقية في تحمل أعباء هذه المسؤولية الوطنية بعيداً عن الضغوط وقريباً من استشعار الواجب تجاه كل عاطل وعاطلة.. ** وبدون هذا .. فإن الوقت سيمضي.. ونحن نجرب.. ونحن نجتهد.. ونحن نأمل.. في وقت يتزايد فيه حجم المشكلة ويكبر خطرها. *** ضمير مستتر: ** (الخوف على الوطن .. لا يأتي..لا بالترهيب.. ولا بالترغيب.. وإنما بالشعور الحقيقي بالمسؤولية تجاه كل فرد فيه).