تكريمٌ رمزيٌ وموسيقي وعرفان جميلٍ لواحدٍ من آباء الموسيقى والفن السعودي..إنه بلا شك، طارق عبد الحكيم (مواليد 1918). وذلك عبر استعادة فرقة الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، لسيرته ولبعض أشهر أغنيات عميد الأغنية الشعبية السعودية. والذي بدأ حياته صبيا مزارعا بين بساتين قرية المثناة بالطائف؛ ملتصقا هناك بحنان الأرض ومصغيا إلى تلك الإيقاعات الشعبية الحجازية الفلكلورية وهي تتصاعد على إيقاعات مغرقة في القدم، كالخبيتي والمجرور وغيرها والتي سيكون لطارق عبدالحيكم معها فصولٌ وفصولٌ في سيرة الفن والموسيقى المديدة؛ بعد أن انفتح «عبد الحكيم» على مختلف إيقاعات الجزيرة العربية؛ وأعاد (تثقيف) الأغنية الشعبية، للتحول مع «عراب» الألحان والإيقاع السعودي إلى أغنية تسافر بكل زهوٍ إلى شتى بقاع العالم. ليلة التكريم الشرقاوية.. والتي تضمنت عرضاً تلفزيونياً وموسيقياً لسيرة طارق عبدالحكيم، افتتحتها فرقة جمعية الدمام بالسلام الملكي؛ لندخل مع الفرقة الموسيقية «الدمامية» وقائدها (سلمان جهام) إلى عوالم (عميد الأغنية) مع أغنية (يا ريم وادي ثقيف) ولكن عبر أداءٍ كورالي كنوع من التحية الجماعية لواحدة من أشهر أغنيات الفنان السعودي القدير؛ بينما جمهور الجمعية يتفاعل ابتهاجا وتصفيقا على إيقاعات الأغنية، متعطشا إلى أجواء ومناخات حفلات الموسيقى المفقودة. كما شهدت الفواصل الموسيقية بين الأغنيات تقديم تقاسيم «مقامية» على آلة القانون مع العازف البارع عبدالعزيز بوالسعود وكذلك مشاركة عازف الكمان حمد المرزوقي بتقاسيم وترية شجية بعد أن أصر العازف السعودي على القدوم من الأحساء للمساهمة في ليلة الوفاء الموسيقي لطارق عبدالحكيم؛ رغم انشغال أسرته بوفاة أحد الأقرباء المقربين. الفنان حمد الرشيد كان حاضرا بعودة البراق وهو يقدم أغنية (لا تناظرني بعين)، بينما احد شباب الموسيقى في الجمعية قد انتهى من أداء أغنية (أبكي على ما جرالي ياهلي)؛ لتتضح فلسفة ألحان طارق عبدالحكيم القائمة على البساطة في الطرح، وهي بلا ريب سر وصول موسيقى والحان طارق عبد الحكيم إلى الكثيرين. المشاركة الأبرز كانت من الفنان حسن اسكندراني، أحد تلامذة طارق عبدالحكيم ومريديه، والذي شارك الجمهور ليلتهم كسفير للعميد، بعد أن قبل اسكندراني دعوة الحضور بمحبة، مقدما «مجسا» حجازيا، أطرب الجميع؛ ما دفع رجلا كبيرا في السن (منصور سلاط) إلى الوقوف أمام الجمهور ليهتف محييا وواصفا الفرقة ب»الشموع المضيئة التي نورت حياتنا هذه الليلة». ليختتم الحفل بتقديم لوحة «بورترية» طارق عبد الحكيم ودرع تذكاري باسم «عبدالحكيم اصطحبه الفنان الاسكندراني في رحلة العودة إلى جدة. يذكر أن لطارق عبد الحكيم نحو (252) أغنية أداها وغنى بعضها مطربون سعوديون وعرب، بينما قدم عبدالحكيم ما يجتاز ال(500) لحن، بينما بلغ عدد المطربين الذين تغنوا بألحانه (55) مطرباً ومطربة على امتداد العالم العربي؛ إلى جانب كثير من الانجازات الموسيقية التي رصدها ووثقها الشاعر الغنائي المكي إسماعيل حسناوي. درع طارق عبدالحكيم يتسلمه اسكندراني نيابة