شهدت أسعار عدد من المنتجات البتروكيماوية والعطرية في الأسواق الآسيوية خلال الأسبوع تفاوتا طفيفاً ما بين ارتفاع وانخفاض واستقرار نتيجة لعدة عوامل مؤثرة متعلقة بأسعار النفط الخام والبنزين ومخاوف أخرى والضغوط الناشئة من أسواق دولية أخرى. ولاحظت «الرياض» تراجع أسعار النافثا مطلع الأسبوع بواقع 9.50 - 11.50 دولار للطن لتبلغ 966 - 969 دولارا للطن تخليص اليابان، حيث انخفضت أسعار النافثا على الرغم من انتعاش أسعار النفط الخام العالمية، إلا أن ثمة مخاوف تلمح باحتمالية ضعف الطلب على البتروكيماويات في بعض الأقاليم أدى إلى الانخفاض في الأسعار. أما البنزين فتأرجحت الأسعار ما بين 1145 و1150 دولارا للطن تسليم كوريا، بتراجع قدره خمسة دولارات للطن، حيث انخفضت أسعار البنزين الآسيوي تمشيا مع التراجع في أسعار البنزين الأمريكي، فيما تماسكت العروض تحميل يوليو بسعر 1144 دولارا للطن تسليم كوريا، في حين تم سماع تقديم عروض بمبلغ 1150 - 1155 دولارا للطن تخليص كوريا. وبالنسبة للتولوين بلغت الأسعار 1060 - 1065 دولارا للطن تسليم كوريا، بزيادة قدرها 5 - 10 دولارات للطن وكانت معنويات العروض أكثر حزما في افتتاح التداول نتيجة لارتفاع العقود الآجلة للنفط، وبلغت عروض تحميل يوليو 1068 دولارا للطن بينما قابلتها عروض أخرى تسليم كوريا بمبلغ 1055-1060 دولارا للطن. وفيما يتعلق بالإثيلين فقد استقرت أسعاره عند 1320- 1350 دولارا للطن تخليص شمال شرق آسيا، وكانت الأسعار الفورية دون تغيير بسبب وجود فجوة واسعة بين عمليات الشراء والبيع، وجاءت أفكار الشراء منخفضة بمبلغ 1300 للطن تخليص شمال شرق آسيا مقابل أفكار البيع التي حددت بنحو 1350 دولارا للطن تخليص شمال شرق آسيا وإلى ما وراء الإقليم ولم يسمع عن عقد أي صفقات. وكذلك الحال للبروبلين الذي استقرت أسعاره عند 1570-1600 دولار للطن تخليص شمال شرق آسيا، وكانت أفكار الشراء من بعض المستخدمين النهائيين للمنتج قد استقرت دون تغيير عند 1550-1560 دولارا للطن تخليص شمال شرق آسيا، في حين وردت أفكار بيع قريبة من الحد الأعلى للنطاق. الجدير بالذكر أن المصانع السعودية تتزعم إنتاجية البتروكيماويات في آسيا وتستحوذ أكبر النسب والحصص التسويقية في أسواقها في الوقت الذي حقق قطاع البتروكيماويات السعودي في الربع الأول من 2011 أرباحا بلغت 11.1 مليار ريال مقارنة ب 7.3 مليارات ريال في الربع المقابل من العام الماضي وبنسبة ارتفاع بلغت 51.2% ومقابل 8.35 مليارات ريال في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة ارتفاع 32.9% ليسجل بذلك أعلى أرباح فصلية له على الإطلاق. وارتفعت مبيعات الشركات البتروكيماوية السعودية في الربع الأول من 2011 بنسبة 35.76% بعد أن باعت الشركات بما قيمته 70.8 مليار ريال مقابل مبيعات ب52 مليار ريال في الربع المقابل من العام 2010، بينما ارتفعت تلك المبيعات بنسبة 9.4% فقط مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي التي بلغ حجمها 64.7 مليار ريال. أما أرباح شركات القطاع من أنشطتها الرئيسية فقد ارتفعت الأرباح التشغيلية في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 40.7%، حيث وصلت إلى 16.6 مليار ريال مقابل 11.8 مليار ريال في الربع المقابل من العام الماضي ومقابل 13 مليار ريال في الربع السابق أي بنسبة ارتفاع فصلي بلغت 27.9%. واستطاعت شركات القطاع بشكل عام أن تخفض التكلفة لديها حيث جاءت أرباحها التشغيلية في الربع الأول من العام الجاري بنسبة أعلى من نسبة نمو إيراداتها، كذلك حققت هذه الشركات أرباحا جيدة من استثماراتها غير التشغيلية ولذا جاءت نسب نمو صافي الربح أعلى من نسبة نمو أرباحها التشغيلية. وحقق قطاع البتروكيماويات السعودي أداء جيدا بفضل ارتفاع أسعار منتجاته وزيادة المبيعات العالمية بصفة عامة وليس نتيجة للظروف المحلية أو الإقليمية. وسجلت الأرباح الفصلية لقطاع البتروكيماويات ككل أعلى مستوى لها على الإطلاق بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات، وجاء ارتفاع أسعار البتروكيماويات نتيجة للارتفاع الحاد في أسعار النفط التي تجاوزت بكثير مستوياتها في الربع الأول من العام الماضي. وعلى مستوى شركات القطاع في جانب الإيرادات نجدها جميعا قد حققت نموا في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالربع الأول من العام الماضي وإن تراجع بعضها عند المقارن مع الربع السابق. وتشير الدلائل إلى نمو إضافي متوقع لشركات البتروكيماويات السعودية في نتائج الربع الثاني المرتقبة بعد دخول طاقات إنتاجية كبيرة متنوعة ومنها منتجات متخصصة تنتج لأول مرة في الشرق الأوسط ذات ربحية عالية نتيجة لشدة الطلب العالمي.