يقوم الطب الأورفيدي القديم (الذي التفت إليه الطب الحديث مؤخراً) على الوقاية بتناول نباتات وأعشاب طبيعية بدلاً من العلاج بالعقاقير بعد حدوث المرض. وإحدى المواد المهمة في الطب الأورفيدي هي الكركم الذي مكونه الأساسي الكركمين، المادة الفعالة ضد الالتهابات، والتي تؤثر على نشاط وتصنيع عدد من إنظيمات الجسم المتصلة بمقاومة الالتهابات. وتسبب الالتهابات الآلام والاحمرار والانتفاخ وارتفاع درجات الحرارة مثلما يحدث عند التهاب المفاصل مثلاً. ويساعد الكركمين بخاصيته المضادة للالتهاب على تخفيف تلك الأعراض، حيث ذكرت إحدى الدراسات الحديثة أن تناول مقدار مائتي غرام من الكركمين في اليوم قد خفف من حدّة آلام المفاصل وساعد على سهولة حركتها. وقد وجدت دراسة أخرى أن خلاصة الكركم قد ساعدت على إعاقة إطلاق بروتين يسبب انتفاخ المفاصل وآلامها. والكركم منشط فعّال لجهاز المناعة بسبب مضادات الأكسدة فيه، فهو أقوى بخمس إلى ثماني مرات من فيتامينات ج وه في مكافحة الأكسدة. وكشفت الأبحاث الحديثة سبب فاعلية الكركم، وهي انه يتغلل في الخلايا مغيراً بذلك من الخواص الفيزيائية للغشاء الخلوي.فقبل دخول الكركم إلى غشاء الخليّة يكون الغشاء مشوشاً ومرتخياً، أما بعد دخوله فيستعيد الغشاء مرونته وترتيبه. وهذا يحسّن من قدرة الخلايا على مقاومة الالتهابات، ويساعد على الوقاية من الاصابة بكثير من الأمراض منها السكري من النوع الثاني وإعتام عدسة العين وحصوات المرارة وضمور العضلات والتهابات الجهاز الهضمي والتهابات المفاصل. وينظر العلماء اليوم إلى الكركم كمضاد لتكوّن الأمراض السرطانية بعد ان لاحظوا أن سرطانات القولون والثدي والبروستاتا والرئتين أقل في الهند بعشر مرات من مثيلاتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد ذكر الدكتور وليام لافالي، أحد أشهر الأطباء في أبحاث السرطان أن الكركم يعمل بفعاليّة كمضاد لتكون الخلايا السرطانيّة لأنه يثبط من تحوّل الخلايا الطبيعية إلى سرطانيّة، ويساعد الجسم على القضاء على الخلايا السرطانية، ويحسّن اداء الكبد، ويعوق تصنيع بروتين يُعتقد ان له دورا في تحوّل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانيّة، ويمنع وصول الدم إلى الخلايا السرطانية بعد تكونها مما يحدّ من نموها. وللاستفادة الكاملة من الكركم يجب التاكد من امتصاص الجسم له ووصوله إلى الخلايا. وهناك مكملات من الكركم، وقد تحتوي هذه على مواد اخرى غير مرغوبة قد تعوق امتصاص الجسم له. والأفضل استخدام مسحوق الكركم الطبيعي (الخالي من الألوان الصناعية) وذلك بمعمل معجون منه مكون من ملعقة أكل من مسحوق الكركم مع صفار بيضة وملعقة صغيرة من زيت جوز الهند (لأن صبغة الكركم المفيدة تذوب في الدهون) وتناول هذا المعجون وحده في الصباح أو بين الوجبات. وللاستفادة من خصائص الكركم في تعزيز المناعة يستخدم أيضاً كبهار عند طبخ أطباق اللحوم والخضروات وغيرها.