في السابق كانت الفتاة ترفض الزواج من أي شاب عاطل. والآن انقلبت الآية تقريباً.. صار الشباب يرفضون الزواج من أي امرأة عاطل.. تقريباً أكثر الشباب وليس كلهم طبعاً! وكما ان كلمة (عاطل) يستوي فيها المذكر والمؤنث وما هو على وزنها فتقول «امراة عاقل.. وعاطل) ولا يصح (عاقلة وعاطلة).. وفي الحديث الشريف: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) ولم يقل (العاهرة) فما هو على وزن (فاعل) يستوي فيه المذكر والمؤنث. كما هو في اللغة ينبغي ان يكون في نظام التوظيف بدون تفضيل للرجل على المرأة، بل يخلق الفرص الوظيفية المناسبة للمرأة على أوسع نطاق ممكن. وليس وظائف المدرسات فقط.. فإن هذا النوع من العمل.. أعني وظائف المدرسات حصل فيه تشبع تام.. وحدث حوله ارتباك واضح.. تقبل العمل في التدريس وتقدر عليه.. هل قدر المرأة ان تعيش عمرها كله دراسة ومدرسة؟ ماذا عن اختلاف الميول والقدرات؟ وماذا عن آلاف.. بل عشرات الآلاف من النساء اللاتي لا تحمل الواحدة منهن شهادة تؤهلها للتدريس؟ وماذا عن التي تكره التدريس خلقة هل تجبر عليه - بفعل الحاجة - فتكون شقية بعملها وتشقي طالباتها؟ لابد من فتح الآفاق أمام تطلعات المرأة المشروعة لتتولى مختلف الأعمال التي تتناسب مع طبيعتها ومع مواهبها وميولها ومع قدراتها. إن العمل أكثر من مجرد مصدر رزق.. إنه تحقيق ذات وأداء رسالة وقضاء على فراغ قاتل لدى كثير من النساء المؤهلات غير المتزوجات أو غير المنجبات. وحتى كون العمل مصدر رزق ودخل صار هذا الأمر من الأهمية بمكان في العصر الحديث الذي تزيد فيه تحديات الحياة وترتفع الأسعار والمساكن والايجارات وتزيد متطلبات الأسر والأفراد بحيث أصبح من الصعوبة البالغة على معظم الشباب ان يفتح الواحد منهم (بيتا) بمرتبه هو فقط، لهذا فإن تعاون الزوجين الشابين على فتح بيت بالرضا والتفاهم والاحترام التام، أصبح ضرورة لدى أكثر الأسر الشابة، وهذه الضرورة لن يتم تحقيقها الا بتوفير عشرات الألوف من الوظائف المناسبة للمرأة في مختلف المجالات وليس في التدريس فقط.. توظيف المرأة الآن لايقل أهمية عن توظيف الرجل! زمان كان العرب يقولون في تعريف (الغانية) هي المرأة المستغنية بجمالها الطبيعي عن أي زينة.. وأخشى ان يأتي زمان يتغير فيه ذلك التعريف فيكون.. (هي المرأة المستغنية براتبها عن أي جمال).