تحول ميدان "بويرتا ديل سول" وسط العاصمة مدريد إلى معسكر يعج بالخيام والفرش وأكشاك الطعام والملصقات المطالبة ب"ثورة أسبانية"، ويطالب المحتجون الذين يحتلون الميدان الشهير في قلب المدينة بإصلاحات لا يقل سقفها عن تغيير جذري وشامل في النظام السياسي للبلاد، في تطور ترك الساسة اليساريين في حالة ارتباك. وتحول ميدان بويرتا ديل سول إلى خلية نحل نشطة يصطف فيها الناس للتوقيع على بيانات رسمية، في حين تقوم مجموعة من النساء بطلاء صناديق تخصص للمقترحات الخاصة بسبل تحسين المجتمع، وفي أرجاء الميدان يتجاذب المعتصمون أطراف الحديث عن الإشكاليات السياسية حيث تجمع بعضهم مناقشات جانبية، في حين يشكل البعض الآخر حلقات نقاشية لتبادل الآراء من خلال مكبرات الصوت، وبعيدا عن هذا وذاك يستلقى آخرون على أرائك لنيل قسط من الراحة في حين يفترش البعض الآخر الأرض ليغفو قليلا.. وعلى أحد الملصقات كتبت بالانجليزية عبارة "الإسبان ليسوا تجارة ولسنا عبيدا". وقال ماريانو أراجونز (64 عاما) "لم أر قط شيئا مثل هذا في أسبانيا، وإذا كان معظم المحتجين من الشباب، فإن الكبار كان لهم حظ أيضا"، وقال أراجونز في مقابلة أجريت معه: "هذه الثورة ليست فقط ضد ارتفاع معدلات البطالة ولكنها أيضا تشكك في نظامنا الديمقراطي بالكامل.. هذا الحشد يرهب القوى القائمة"، وأضاف أن أسبانيا "مثل بركان ينتظر الانفجار.. عندما يصبح من الواضح أن الاتحادات العمالية لن تهب من أجلنا، ستنفجر حمم هذا البركان".