ثمن عدد من المختصين والأكاديميين الدور الذي تقوم به المتاحف الخاصة في إبراز الهوية الثقافية للمجتمع السعودي، معتبرين الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مبادرة مهمة تضاف إلى جهود الهيئة في المحافظة على التراث الوطني. حتى وصل عدد المتاحف الخاصة والمجموعات في المملكة يقارب (200) متحف ومجموعة، وتم الترخيص ل (70) متحفاً تقريباً، وهي المتاحف التي تنطبق عليها الشروط المبدئية التي حددتها الهيئة. فمن جهته أكد الدكتور غازي العباسي أستاذ العمارة بجامعة الملك سعود أن المتاحف تقدم دوراً ثقافياً مهماً كونها تحكي قصص الآثار، مشيراً إلى أن الاهتمام بهذه المتاحف يأتي في سياق حماية الثروة الوطنية، ويعد الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة بادرة تشكر عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيراً إلى أن أصحاب هذه المتاحف الخاصة هم من المثقفين الذين يجب تكريمهم. كما أن المتاحف الخاصة تعتبر نواة مهمة للسياحة المحلية، فهي تحكي قصة التراث المحلي لتلك المواقع التي يقطنها أصحاب هذه المتاحف، ومن الضروري أن تتبنى الهيئة العامة للسياحة والآثار هذه المتاحف وأصحابها الذين أنفقوا من الوقت والمال الكثير لتجهيز هذه المتاحف التي لا تقدر محتوياتها بثمن، وأعتقد بأن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في إبراز أهمية تلك المتاحف لتكون نقطة جذب سياحية، ورافداً ثقافياً لدعم السياحة الثقافية التي تحتاج منا الاهتمام بها لرفع وعي السائح السعودي والتدرج به إلى مستوى السياحة الثقافية التي تعد هذه المتاحف مكتباتها الناطقة. كما أكد الدكتور عبدالناصر الزهراني أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود أن أهمية المتاحف الخاصة تكمن في أنها تربط بين الماضي والحاضر لتحافظ على هوية المجتمع، من خلال المحافظة على هذه التحف لتبقى للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن طريقة العرض في تلك المتاحف الخاصة قد تكون في بعض الأحيان عفوية وتنقصها الخبرة, ولكنها في النهاية تقدم شيئاً مهماً للمجتمع، موضحاً أن الاهتمام بالمتاحف وإنشائها في المملكة يتزايد يوماً بعد يوم، سواء من القطاع الحكومي أو القطاع الأهلي، خصوصاً وأن المتاحف أصبحت عنصراً مهماً وأساسياً في حياة السياح، وغدت من أهم مصادر الجذب السياحي، معتبراً إن "المتاحف ذاكرة الإنسان". بينما شدد الدكتور مسفر الخثعمي أستاذ التاريخ بجامعة الملك خالد على أن التراث يمثل أهمية بالغة في حياة الأمم والشعوب، فهو الهوية الشخصية التي من خلالها نتعرف على ملامح أي أمة كانت؛ لذا فإننا نجد أن الأمم المتقدمة قد اهتمت وبشكل منقطع النظير بتراثها من خلال جمعه وتوثيقه والحفاظ عليه، مضيفاً". إن التراث يمثل جذورنا التاريخية، وخير ما يمكن أن نستقي منه مادة التاريخ هي تلك الحقائق المادية التي نعثر عليها في نقش؛ أو رسم على حجر، أو في شقفة فخار، أو لقية في باطن الأرض، أو في بنيان قائم، أو حتى في قطع مسكوكات يتم العثور عليها هنا وهناك" مشيراً إلى أنه من المحزن أن نرى تراثنا يتعرض للمخاطر، ولعل أفضل وسيلة لجمع التراث والحفاظ عليه هو التوسع في إنشاء المتاحف الوطنية، حيث أصبحت المتاحف تلعب دوراً مهماً في حياة الشعوب، فهي عبارة عن مؤسسات تعليمية وتربوية، ولها دور واضح كذلك في المجال الاقتصادي، فهي تعد وسيلة مهمة من وسائل الجذب السياحي نظراً لكثرة ما تستقطبه من السائحين من جميع أقطار العالم، ونظراً إلى ما تمتلكه مناطق المملكة من تراث متنوع فإن الحاجة قد أضحت ملحة لإنشاء متحف في كل منطقة، للاستفادة من الدور الريادي لمثل هذه المتاحف.