الغضروف الصناعي * يسأل عن الفرق بين الطرق التقليدية وبين الغضروف الصناعي عند إجراء جراحة استئصال الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية. حيث أن طبيبه قد خيره بين عملية الدمج أو عملية تركيب غضروف صناعي بين الفقرة العنقية الخامسة والسادسة بعد أن يقوم بإزالة الغضروف المنزلق. - في الواقع أن تقنية الغضروف الصناعي (artificial disk) في الفقرات العنقية هي تقنية حديثة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية وتبشر بنتائج جيدة. وذلك لأنه في العملية التقليدية نقوم بعملية دمج ولحم للفقرتين التي يقع بينهما الغضروف الذي تتم إزالته (fusion). هذا الدمج يؤدي إلى إزالة الحركة بين هذه الفقرتين. ونظرياً فحركة تقل في الرقبة وتتوزع على بقية الغضاريف الموجودة فيها مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى ظهور خشونة مبكرة بهذه الغضاريف. أما عند مايتم تركيب الغضروف الصناعي بالطريقة الصحيحة والذي يتكون من أجزاء معدنية مصنوعة من مادة التيتانيوم الطبية المرتفعة الثمن فإن هذا الغضروف الصناعي يوضع بين الفقرتين التي تمت إزالة الغضروف فيها ويؤدي إلى المحافظة على الحركة بين الفقرتين وبالتالي فإنه يحافظ على الحركة الطبيعية في الفقرات العنقية ويؤدي إلى توزيع متساو للحركة بين كل الغضاريف وبالتالي فلا يؤدي إلى تركيز الإجهاد على أحد الغضاريف أو بعضها ويملأ بإذن الله حدوث خشونة مبكرة لبقية الغضاريف. إلا أن هذا الغضروف الصناعي مرتفع الثمن ولا يمكن تركيبه في جميع الحالات ولكن في الحالات التي يمكن استخدامه فيها فإنه لا شك بأن هناك فوائد جمه لهذا الغضروف. خشونة في المفاصل الخلفية * يسأل عن حالته حيث أنه يعاني من آلام مزمنة في أسفل الظهر تزداد مع الحركة وعند النوم على بطنه وقد شخصه الطيب على أن لديه خشونة في المفاصل الخلفية الصغيرة في الفقرات القطنية وقال له إنه لا يوجد علاج لهذه الحالة وهو متخوف ويسأل عن طريقة العلاج وعن طريق التخلص من هذه الآلام. - في الواقع أن الفقرات القطنية والصدرية ترتبط بالأمام ببعضها البعض عن طريق الغضروف أو الدسك أما في المنطقة الخلفية فهي ترتبط ببعضها البعض عن طريق مفاصل صغيرة في الناحية اليمنى واليسرى الخلفية من كل فقرة (facet joint). هذه المفاصل مثلها مثل أي مفصل آخر في الجسم تكون عرضة للإجهاد وللالتهابات وللاحتكاك بالخشونة. وعند حدوث خشونة في هذه المفاصل فإن ذلك يؤدي إلى ظهور آلام في منطقة أسفل الظهر تزداد مع الحركة ومع الإجهاد ومع ثني الظهر للخلف كما يحدث عند النوم على البطن. هذه الآلام قد تكون شديدة ومقلقة ومزعجة وتزداد مع مرور الوقت. وعادةً ما يتم تشخيص هذه الحالة بعد الفحص السريري الذي يبين وجود ألم عند الضغط على منطقة أسفل الظهر وعند تحريك سلسلة الظهر إلى الخلف. أما الأشعة السينية وأشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية فهي لازمة وتبين بوضوح مكان الخشونة ونوعها وفي أي مفصل تتواجد. وبالنسبة للخطة العلاجية فهي تتكون من العلاج التحفظي اللغير جراحي الذي يشتغل على محاولة تجنب الإجهاد ومحاولة عمل بعض الجلسات العلاج الطبيعي لرفع الشد على العضلات ولتخفيف التهج والالتهاب المفاصل ولعمل تمرينات تقوية في المنطقة المحيطة بهذه المفاصل مما يؤدي إلى تقوية العضلات المحيطة بها وتقليل الضغط الواقع عليها. كما أننا ننصح المريض بمحاولة تجنب أي حركات تؤدي إلى زيادة هذه الآلام مثل النوم على البطن أو ثني الظهر إلى الخلف. كذلك يجب تناول الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المرخية للعضلات والأدوية المضادة لالتهابات المفاصل لبضعة أيام كلما اشتدت الآلام. وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى الحقن الموضعية التي تحتوي على مادة الديبومدرول المضادة للالتهاب والتي يتم حقنها على يد استشاري الألم بحيث يضع المادة داخل هذه المفاصل الصغيرة في أسفل الظهر. وفائدة هذه الإبرة في أنها تعمل على إزالة الآلام لفترات طويلة قد تمتد من شهور إلى سنين بإذن الله. وفي حالات قليلة نادرة قد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي إما لإجراء عملية دمج لأحد هذه المفاصل الصغيرة المتسببة للألم وبالتالي إزالة الحركة فيها وبالتالي إلى إزالة الألم. ومؤخراً أصبحت هناك تقنيات جديدة تمكننا من إجراء عملية استبدال لهذه المفاصل الصغيرةعن طريق التدخل الجراحي ولكنها مازالت في بداياتها ويجب التريث لترقب نتائجها أعداد أكبر من المرضى.