يحقق الثوار الليبيون تقدما غرب مدينة مصراتة الاستراتيجية فيما شن حلف شمال الاطلسي غارات جديدة على طرابلس بعد حوالي ثلاثة اشهر على بدء النزاع في ليبيا حيث يهدد النقص في الكثير من القطاعات البلاد بالشلل بحسب الاممالمتحدة. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان طائرات الحلف الاطلسي شنت سلسلة ضربات عنيفة على طرابلس ليل الاثنين الثلاثاء بعد ساعات على سقوط صاروخين بالقرب من وسائل اعلام رسمية ليبية. وشنت الطائرات بصورة اجمالية ثماني ضربات في حوالي ثلاث ساعات في قصف عنيف الى حد غير معهود في العاصمة الليبية. ولم ترد اي حصيلة لعمليات القصف الجوي خلال الليل. واستهدفت احدى الغارات على الاقل مبنى سبق وقصف في 30 نيسان/ابريل بحسب ما افاد مصدر رسمي ليبي اوضح ان المبنى يضم مركز دراسات للكتاب الاخضر وجمعيات اهلية. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت مساعدة المتحدثة باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو "نحن مستمرون في تطبيق الاستراتيجية نفسها وهي تقضي بتقليص قدرة نظام القذافي قدر الامكان على ضرب المدنيين"، ما لم تعد قواته الى ثكناتها. وعن الغارات الليلية على العاصمة الليبية، اضافت روميرو ان الحلف الاطلسي "سيستمر في مهاجمة مراكز المراقبة والقيادة الليبية وكل المنشآت التي يمكن ان يستخدمها جيش القذافي". وفي غرب ليبيا تقدم الثوار مسافة 15 كلم غرب مصراته ونصبوا حواجز ويقتربون من الزليتن المدينة التي تعد 200 الف نسمة الواقعة على بعد حوالى 150 كلم من طرابلس كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. من ناحيته، اكد عقيد سابق في الجيش هو الحاج محمد المكلف العمليات العسكرية على الجبهة الغربية لمدينة مصراتة "في حال تكررت الانتصارات التي تحققت خلال الساعات ال24 الماضية، فالثلاثاء سنكون على مشارف الزليتن" التي تبعد 40 كلم من مصراتة. واشار الى ان تقدم الثوار يظل رهنا بفاعلية قصف الحلف الاطلسي. وقال "اذا قاموا بعملهم، فسوف نقوم بعملنا". وتولى الحلف الاطلسي منذ نهاية اذار/مارس قيادة العمليات العسكرية في ليبيا وشن خلال شهرين اكثر من 2260 ضربة بتفويض من الاممالمتحدة لمنع قوات القذافي من مهاجمة المدنيين. وسمح التدخل بوقف الهجوم المكثف للنظام الليبي على الشرق الذي يسيطر عليه المتمردون لكن النزاع يتعمق منذ ذلك الحين ويشتد القتال في مدينة مصراته الساحلية التي تبعد مئتي كيلومتر شرق طرابلس وفي جبال البربر في الجنوب الغربي. ونفت المتحدثة باسم الاطلسي ان يكون الحلف الذي يحرص على عدم الغوص في الرمال الليبية، بات يستهدف قلب نظام القذافي من خلال ضرب اهداف من دون ان يتخوف من قتل المسؤولين العسكريين والسياسييين الذين يرفضون الاستسلام. واكدت روميرو "تمكنا حتى الان من منع النظام من حشد قوات واسلحة لشن هجوم واسع النطاق، وسنستمر" في منعه. واضافت "لا نستهدف اشخاصا محددين". وبعد حوالي ثلاثة اشهر على بدء النزاع في ليبيا اطلقت الاممالمتحدة تحذيرا في المجال الانساني. وقالت مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس الاثنين امام مجلس الامن ان "النزاع وانهيار البنى التحتية في البلاد والنقص في الاموال والمحروقات تسببت بمشاكل خطيرة للسكان في ليبيا". واوضحت ان "النقص بشكل عام يشل البلاد بشكل سيكون له انعكاس خطير على السكان خلال الاشهر المقبلة وخصوصا على المعدمين والمرضى". واشارت الى انه في مدينة مصراتة، فان القصف والمعارك تستمر منذ اكثر من شهرين. وقالت ايضا "لم يعد لدى البعض مواد غذائية ومياه ومواد اساسية اخرى. المنشآت الطبية بحاجة لمواد ولطواقم متخصصة". ولم تقدم اموس اي عدد لضحايا القمع ولكن بحسب تقديراتها فان 746 الف شخص فروا من البلاد وهناك خمسة الاف عالقون على الحدود مع مصر وتونس والنيجر. واوضحت ان 58 الف شخص نزحوا الى منشآت "اقيمت على عجل" في المناطق الشرقية من البلاد.