يعتبر الإعلامي العربي المصري محمود الورواري مذيعا بارزا ومتميزا، كاتب وأديب وروائي، إستطاع أن يكون له أسلوبه الخاص بالظهور والرزانة وحواراته الحيادية المتقنة، وقد حالفة الحظ بأن يذيع قرار تنحي الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك والذي انهمر بالبكاء في حينه على شاشة العربية واصفاً هذه الحالة بأنها دموع الفرح والسعادة ، وصنف من قبل بعض وسائل الاعلام بأنه "مذيع الثورة المصرية" حيث واكب أحداث التغيير في مصر بشكل لافت وواضح وأدار الحدث في حينه بمهنية عالية وحرفية. إذاعتي لخبر تنحي مبارك أشهرتني وأشبعت حالتي المهنية بعد استقالته من قناة العربية كان لنا هذا الحوار قبل أن ينهي عقده بعد أن قبلت استقالته اعتبارا من 10 مايو الجاري: *ماهي اسباب استقالتك من قناة العربية بعد ان حققت ظهوراً لافتاً في الفترة الاخيرة؟ - ان سبب استقالتي من "بيتي الرئيسي" قناة العربية لم يكن سببه خلاف أو غضب أو انزعاج أبداً ، ولكن هو ظرف عائلي خاص بي حيث يتحتم على ظروفي الخاصة أن اتواجد في مصر في الفترة القادمة ، وعهداً مني لن تخرج مني كلمة تسيء للعربية وادارتها بالإضافة الى رغبتي بالتواجد في مصر العام القادم في هذه الفترة التي تمر بها مصر في اطار ترتيب أوضاع مصر الداخلية ، ولكني سأظل على تواصل مهني مع العربية شرط أن أكون بعيداً عن الأخبار أو النشرات وأن العمل الذي أقبل به لا يكون منافسا بشكل أو بآخر لقناة العربية التي أكن لها كل تقدير واحترام ووفاء . * لم تترك العربية الى الأبد، إذن لماذا لم يتم التوافق على التسوية لحل المشاكل العائلية ؟ - صدقاً إدارة العربية أبلغتني بأن أمنح اجازة مفتوحة وأحتفظ براتبي ولكني رفضت ذلك لأني لم أتعود على هذا الأسلوب منذ أن عملت في وسائل الاعلام وتعتبر العربية المحطة التاسعة لي في مسيرة عملي الإعلامي كمذيع في القنوات الأخرى الذي سبقت هذه الفترة . *ربما يفسر البعض بعد بروزك في العربية وأثناء أحداث ثورة "25 يناير" بانك تلقيت عروضا من القنوات المصرية.. هل تؤكد ذلك ؟ -نعم تلقيت عروضا ومن ضمنها تقديم برنامج "90 دقيقة" على شاشة قناة المحور وادراتها، ولكن سوف أدرسها بتمعن أثناء وجودي في القاهرة ومدى قدرتي على أن اقبل أحد هذه العروض ام لا.!. *هل ادارة قناة العربية قبلت الاستقالة وأنهت العقد بينك وبينها؟ -نعم قبلت استقالتي وبعد يومين يعتبر العقد منتهيا بيني وبينهم لكن العلاقة لم تنته ، وسوف أبقى وفياً ومخلصاً لقناة العربية ، ربما يروق لهم أن يضعوني في أي مكان آخر متى ما وجدت الرغبة بين الطرفين ، وانا لازلت موظفا في إدراة التلفزيون الرسمي المصري ولكن بدون راتب ، وقد غادرت عملي عام( 1995م) واحترفت في عدد من القنوات العربية خارج مصر، من أهمها قناة العربية التي سوف أغادرها. * أثناء وجودك في العربية أذعت خبر تنحي الرئيس المصري السابق عن السلطة على الهواء مباشرة، ولاحظ المشاهدون انهمارك بالبكاء ما هو تفسيرك لهذا الموقف؟ -أعتبر هذا أهم خبر أذعته في حياتي، ولا أتوقع اذاعة خبر أهم منه ،فقد نلت هذه الفرصة في حينها وكانت دموع السعادة والفرح التي غمرتني أثناء اذاعة الخبر بدون تصنع ولكنه كان شعورا عفويا، حتى أني صنفت "مذيع ثورة مصر"، وأصبحت النظم تتشاءم مني ويتفاءل بي المشاهدون ، وسوف يبقى تواصلي المهني والروحي مع قناة العربية باعتبارها المنصة التلفزيونية المثالية التي أعتز بها ومنحتني الكثير، وقد كتب لي التاريخ المهني أن اذيع خبر تنحي الرئيس السابق مبارك عبر شاشتها وهو خبر لم أحلم به يوما من الأيام، وتعتبر هذه مكرمة من الله حيث أصبح لدي بعد انفرادي بهذا الخبر حالة اشباع مهني بذلك. *هل تعتقد انك ستجد مكاناً مناسباً لك يرضي طموحاتك سواء في التلفزيون المصري أو القنوات الإخبارية الخاصة ؟ الإعلام الرسمي"مات" وانتهى ومن يريد إحياءه إما هو مفرط في الأمل أو أنه لا يعرف الحقيقة، والحل هو الإعلام البديل عن الإعلام الرسمي ويمكن زرع بذرة جديدة تنمو خارج الإطار الرسمي، وأنا سبق وأن قدمت مشروعا حول هذه الاشكالية. محمود الورواري قناة العربية