تحتاج كل خلية في جسم الإنسان إلى تزويد مستمر بالأكسجين لتحويل الطعام المهضوم إلى طاقة، ولكن لا يخلو حرق الأكسجين أو تأيضه من مضار، حيث تطلق عملية احتراق الأكسجين مجموعة من الذرات الحرة والتي تُعرف أيضاً باسم الشقوق الحرة Free Radicals وهي عبارة عن جزئيات غير مستقرة تدمر الخلايا السليمة خلال انتشارها في الجسم. تحتوي مجموعة الذرات الحرة على إلكترون واحد مفرد أو إلكترون ذي شحنة سالبة مما يجعلها على درجة عالية من التفاعل، وحالما يتم إنتاج مجموعة الذرات الحرة هذه تبدأ في البحث عن جزئيات موجبة الشحنة لتتفاعل معها أو تؤكسدها. تحتاج كل خلية سليمة في الجسم إلى كميات صغيرة من هذه الذرات الحرة، إلاأن الهجوم الكثيف لهذه الجزئيات يدمر الحامض النووي الريبي المنقوص الأكسجين (DNA) والمواد الوراثية الأخرى. مضادات تحتوي خلايا الجسم مضادات للذرات الحرة وتسمى أحياناً مكتسحات الذرات الحرة Free Radical Scavengers والتي توجد بصورة طبيعية في الجسم وهذه المواد تقوم بمعادلة الذرات الحرة وأهم هذه المواد التي تقوم بهذه المهمة أنزيمات أربعة هي سوبر أكسيد ديسيميوتاز (SOD)، وميثونين ريدكتاز، وكتالاز، وجلوتاثيون بيروكسيداز. ويقوم الجسم عادة بإنتاجها أولاً بأول. كما يوجد عدد من العناصر الغذائية التي تعمل كمضادات للأكسدة مثل فيتامين أ، وبيتاكاروتين وفيتامين ج وفيتامين ه ومعدن السيلينيوم وهرمون الميلاتونين وهو معادل قوي للذرات الحرة. وعملية احتراق أو تأييض الأكسجين ليست هي المصدر الوحيد لأضرار عملية الأكسدة فهناك مسببات أخرى كثيرة مثل التعرض للإشعاع سواء من الشمس أو من أشعة اكس المستخدمة في الطب أو حتى من مصابيح الفلورسنت (النيون) أو التلفزيون أو الكمبيوتر والرادون وتدخين التبغ ودخان عادم السيارات ودخان المصانع، والطعام أيضاً يمكن أن يُسهم في تكوين الذرات الحرة حيث إن الطعام الغني بالدهون يمكن أن يزيد نشاط الذرات الحرة، حيث إن الأكسدة تحدث بشكل أكثر سهولة في جزئيات الدهون بدرجة تفوق ما يحدث في جزئيات الكربوهيدرات أو البروتينات. وطهي الدهون عند درجات عالية من الحرارة خاصة عند قلي الأطعمة في الزيت يمكن أن ينتج أعداداً كبيرة من الذرات الحرة. أضرار الذرات الحرة: إن وجود أعداد كبيرة من الذرات الحرة يمكن أن يغير الطريقة التي تقوم بمقتضاها الخلايا بتشفير المادة الوراثية (الجينات) وبهذا يمكن حدوث تغيرات في التركيب البروتيني كنتيجة لأخطاء في عملية تشييد البروتينات، وحينئذ يمكن أن يرى الجهاز المناعي للجسم هذا البروتين المتغير على أنه مادة غريبة فيحاول تدميرها. وتكون البروتينات المتحورة يمكن في النهاية أن يدمر جهاز المناعة ذاته، فيؤدي إلى حدوث سرطان الدم وغيره من أنواع السرطانات وأمراض أخرى. كما يمكن للذرات الحرة أن تُدمر الأغشية الخلوية الواقية. كما يمكن أيضاً أن يؤدي إلى تراكم السوائل في الخلايا وهو ما يحدث في عملية الشيخوخة، كما يمكن حدوث خلل في مستويات الكالسيوم بالجسم. ما هي مضادات الأكسدة؟ من المعروف أن مضادات الأكسدة عبارة عن جزئيات موجبة الشحنة تندمج مع مجموعة من الذرات الحرة السالبة الشحنة مما يجعلها غير ضارة وأهم مضادات الأكسدة هي: - الجنكة Ginkgo Biloba الجنكة نبات معمر دائم الخضرة يصل ارتفاعه إلى 30 متراً له أوراق قلبية الشكل وثمار تشبه الجوزة وموطنه الأصلي الصين واليابان. تحتوي أوراق الجنكة وهي الجزء المستخدم فلافونيات وجنكوليدات وبيلوباليدات. تستخدم أوراق الجنكة على نطاق واسع كمادة منبهة لدوران الدم ومقوية ومضادة للربو والتشنج والالتهابات وتعتبر الجنكة من مضادات الأكسدة القوية وهي معروفة بقوتها وقدرتها على تنشيط الدورة الدموية وخلاصة العشب يمكنها الوصول إلى أضيق الأوعية الدموية من أجل توارد الأكسجين إلى القلب والمخ وجميع أجزاء الجسم الأخرى وهذا يساعد على أداء الوظائف الذهنية وهي تساعد على تخفيف آلام العضلات. كما تخفف ضغط الدم وتثبط تجلط الدم بالإضافة إلى تأثيراته المضادة للشيخوخة. والجنكة هي الدواء العشبي الأكثر مبيعاً في فرنسا وألمانيا حيث يأخذها الملايين يومياً من اواسط العمر وتسمى الجنكة بعشبة الذكاء، يوجد مستحضرات مقننة من الجنكة في محلات الأغذية التكميلية.