رسائل لا ابالغ إن ذكرت أنها تأتي بصفة يومية على جوال الجريدة الخاص بي، أو من يملك الإيميل الخاص أيضا، أو من خلال ردود القراء التي أتابعها باستمرار، المتقاعدون لديهم معاناة كبرى وهي لمن رواتبهم أقل من الحد الأدنى المحدد حاليا للموظفين على رأس العمل وهو 3000 ريال، المتقاعدون لدينا لمن لا يعرف هناك من رواتبهم 1200 ريال أعلى أو أقل قليلا، وهذا الراتب يعني أنه لا يفي بأدنى متطلبات الحياة لأي كائن سواء كان في قرية أو هجرة أو مدينة كبرى كالرياض الآن أو جدة أو غيرهما. أضع وفق معايير اقتصادية متعمقة أن الحد الأدنى للرواتب لدينا يجب ألا يقل عن 3000 ريال على أن يشملها تأمين طبي على الأقل للمتقاعد وزوجته ان وجدت وأبنائه، فكثير من المتقاعدين الآن يعانون من ضعف رواتبهم ورسائلهم واتصالاتهم الشخصية أيضا وصلتني ووصلت الكثير بتقديري، ماذا يفعلون برواتب 1200 ريال أو 2000 ريال؟ فهل هي للسكن أو الطعام أو النقل أو الأبناء أو تكلفة المعيشة اليومية المتضخمة، يجب أن نقول انهم فوق خط الفقر لا على خط الفقر، وهذا يعني أن كل سنة يتقاعد من راتبه أقل من 3000 ريال أو 4000 ريال هو إضافة لعدد الفقراء لدينا بالمملكة هو وأسرته باعتبار أنه هو العائل لهم ومن يصرف على الأسرة، والأسرة في المملكة وفق الدراسات متوسط العدد لديها 6 أفراد. ويجب ألا ينظر لهذا المتقاعد أن لديه مصدر دخل اخر وإلا ما انتظر العمل في الجهاز الحكومي، ولا يملك منزلا كحال 70% من سكان المملكة، ولا يملك تأمينا طبيا، فهو يعيش على الخدمات الحكومية، وإن كان نظام التقاعد لا يسمح برفع راتبه وفق أنظمته كما سيأتي الرد المتوقع، فنقول ان النظام من يسنه؟ انه أنتم يا معاشات التقاعد ويمكن تغييره، وإن كان هناك إصرار على عدم رفع رواتبهم فهل ندرك أي أثر اجتماعي سيحدث وتركيبة اجتماعية وتقلص الطبقة المتوسطة التي هي ميزان كل مجتمع وبيئة؟ إن كان لا يمكن فعل ذلك برفع الرواتب، يجب أن يكون لهم إذاً إضافة لوزارة الشؤون الاجتماعية برفع الحد لمستوى 3000 ريال أو 4000 ريال ويستكمل الفارق من وزارة الشؤون الاجتماعية أو صندوق خاص يخصص لكل متقاعد. إن إهمال هذه الفئة من المتقاعدين رجالا ونساء ينذر بأثر اجتماعي خطير وهو «الفقر» وتنامي حصته بما يحول مجتمعنا إلى نسبة كبيرة من الفقراء، ومن يحسب ما تصرفه الشؤون الاجتماعية من رواتب شهرية سيعرف كم عدد الفقراء بالمملكة. ناهيك عن من لم يسجل ليستلم المعونة، فهل تعلمون كم نسبة الفقر بالمملكة؟ إنها نسبة مخيفة ولا تتقلص أو تقل وفق هذه المعطيات والتنيظم القائم، إننا في دائرة يصعب الخروج منها وفق ما يحدث الآن، فرواتب متقاعدين لا تفي بكفاف العيش. فماذا يعني ذلك؟ نتطلع لقرار ينظر بعين الاهتمام والعناية لهذه الفئة التي أصبحت في خريف عمرها ولم يبق لها إلا هذا الراتب الذي يريد به ستر دنياه وكفاف عيشه لا أكثر.