قال مسؤولون أميركيون ان الولاياتالمتحدة تواجه تحدياً كبيراً في محاولة معاقبة سوريا لأن الأخيرة تخضع أصلاً لعقوبات كثيرة لم يكن لها التأثير المطلوب. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين ردهم على إعلان البيت الأبيض الاثنين انه يبحث في فرض عقوبات جديدة على سوريا، بالقول ان سوريا تخضع للكثير من العقوبات الأميركية التي لم يكن لها الفعالية المطلوبة. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية رفض الكشف عن إسمه «نحن نتحدث عن بلد اقتصاده بحجم اقتصاد بيتسبورغ (بولاية بنسلفينيا). هناك أمور يمكنك فعلها لرفع حجم العقوبات ولكن الأثر المالي ضئيل». ورأت الصحيفة ان المشكلة التي تواجهها إدارة الرئيس باراك أوباما مع سوريا تشبه مشكلتها مع كوريا الشمالية وميانمار اللتين طالما خضعتا للعقوبات، وفي حالة سوريا حظرت أميركا عام 2006 التعاملات مع المصرف التجاري السوري وعام 2007 اتهمت مؤسسات أبحاث مرتبطة بالحكومة بالعمل على نشر أسلحة الدمار الشامل ومنعت التعامل معها. وذكّرت بأنه حين قصفت إسرائيل موقعاً في دير الزور السورية يشتبه بأنه مفاعل نووي قيد الإنشاء، لم تتخذ الولاياتالمتحدة أية إجراءات لأن إدارة الرئيس جورج بوش لم تستطع أن تعثر على أية عقوبات يمكن أن تكون فعالة ضد سوريا. واليوم تبحث إدارة أوباما عن عقوبات محددة ضد مسؤولين كبار بينهم الرئيس بشار الأسد، على الرغم من أنه يرجح أن أموالهم في أوروبا ولبنان. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية انهم في حين يفتقدون للوسائل الاقتصادية الفعالة، يعتقدون ان الأسد حساس تجاه تصوير نظامه على أنه وحشي ورجعي لأنه «يعتبر نفسه زعيماً يحمل ذهنية غربية. ونعتقد أنه سيصدر عنه ردة فعل إذا رأى أنه يوضع في مصاف الطغاة الوحشيين». يشار الى أن الولاياتالمتحدة أدانت «بأشد العبارات» استخدام الحكومة السورية للعنف ضد الشعب، وقالت انها تدرس خيارات ضد سوريا بينها فرض عقوبات، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الولاياتالمتحدة تنظر في فرض «عقوبات موجهة» ضد الأسد والدائرة المحيطة به.