هجمة شعرية ذكورية هجائية ضد المرأة قادها الشاعر فواز اللعبون، تلتها هجمة أنثوية "مرتدة" للشاعرة أشجان هندي.. هذه كانت أبرز مشاهد ليلة الشعر "الجنادرية" التي نظمها نادي الشرقية الأدبي وأقيمت في غرفة الشرقية بالدمام مساء الأربعاء. إذ لم يمنع جدار الفصل بين القاعة الرجالية والنسائية، من أن يحتدم السجل الشعري عندما اختار الدكتور اللعبون أن يحول سير الأمسية من الشعر الغزلي في المرأة إلى شعر يهجو المرأة وزمانها، مترحما على زمن الرجال في قصيدة حركت النعرة الذكورية بين بعض الحضور بينما دفعت آخرين للاستهجان من كمية اللغة القاسية ضد الكائن اللطيف، حيث يشير اللعبون قبيل قراءة قصيدته الاستفزازية (زمن النساء) إلى أن النص استفزازي وحسب و"إلا القلوب بيضاء"، ناظما: (زمانك سيدتي في ظهورٍ له كل يوم شموس جديدة وأقماره في ازدياد). وصولا إلى:(هبيني بعض حقوقي وساوي بيني وبينك ولتذكري يوم كنت أسيرة وهمك كيف انتفضتِ وأبعدت عنك الذي تدعين من الاضطهاد!). خاتما اللعبون هجائيته الساخرة، بعمودية بعنوان: (الإرهابية)؛ حيث يقول فيها صاحب أطروحة المرأة في الشعر السعودي:( جمعت جميعي بين قبضتها كحمامة في كف أحداثي/ حتى إذا اشتدت غوايتها وتنهدت، تنهيد نفاثي/ طبعت على شفتي قنبلةً/ بمذاق جرجير وكراثي). دخول الشاعرة أشجان الهندي على الخط؛ عبر استعادة قصيدة "هجمة مرتدة" اخرج الأمسية الشعرية من رتابة النظم إلى أجواء التنافس التاريخي بين الرجل المرأة، مخاطبة اللعبون: ( ارسم كرة داخلها جمهورٌ لاتركله الأقدام/ ثم ارسم حكما لا يحمل صافرةً، وارسم أهدافا تتسلل منها الأحلام/ في المرمى أرسم عقلا غادره النور ثم ارسم في العتمة مصباحا وصباحا حول المصباح يدور/ بين الشوطين ارسمني وارسم اختك وارسم كل نساء الأرض/ ارسمنا بالطول ولا ترسمنا بالعرض) مواصلة: (ارسمنا ثم افتح وجه اللعب الحر، ارسمنا/ ثم أغلق وجهك واخرج من قلب المرمى/ خذ خط دفاعك وشباكك، خذ ألوانك، دعنا في الملعب دون خطوط حمراء). ليرتفع التصفيق "الزغاريد" تشجيعا من القاعة النسائية فرحة بانتقام القصيدة الأنثوية. كما شهدت الليلة الشعرية مشاركة استثنائية لمدير بيت الشعر التونسي الشاعر المنصف المزغني الذي قرأ بأسلوبه الشعري القائم على مسرحة الجملة الشعرية والتعبير بمشهدية تمثيلية عن الشق الدرامي داخل القصيدة التي يلقيها حفظا وليس قراءة. قارئا مجموعة قصائد شدت الحضور وساهمت بشكل خاص في تسجيل هذه الليلة من ليالي الشعر الاستثنئاية لمشاركة أحد أبرز وجوه الشعر التونسي والعربي. كما شهدت الأمسية مشاركة الشاعر السوداني حسن الأفندي والشاعر اليمني محمد الشرفي. يذكر أن الأمسية جاءت ضمن فعاليات برنامج مهرجان الجنادرية الوطني واختارت لجنة تنظيم المهرجان أن يقام في المنطقة الشرقية. جانب من جمهور الشعر