أعلنت وزارة الدفاع التونسية أن الجيش لم يطلق النار على متظاهرين خلال الفترة التي سبقت الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وتوعدت بتطبيق القانون على كل من يشكك في "نزاهة القوات المسلحة". ونفت الوزارة ، في بيان نشرته وسائل إعلام تونسية امس ، "تورط أي فرد من قواتها في التصدي بالرصاص للمتظاهرين" قبل الإطاحة ببن علي. وأبدت "استنكارها لحملة التشكيك في نزاهة القوات المسلحة بمحاولة إقحامها باطلا في أحداث القتل التي جرت بالبلاد". وتوعدت الوزارة "كل من يعمد لتحقير الجيش والمسّ من كرامته وسمعته أو معنوياته أو يقوم بما من شأنه أن يضعف في الجيش روح النظام العسكري بالتتبعات الجزائية التي خولها القانون وذلك مهما كانت الوسيلة المستعملة لارتكاب تلك الجرائم المنصوص عليها بمجلة المرافعات والعقوبات العسكرية". وأضافت في المقابل "بداية من يوم 15 كانون ثان/يناير الماضي (أي غداة هروب بن علي) وأثناء حالة الطوارئ وحظر جولان الأشخاص والعربات التي تم إعلانها بالبلاد سجلت بعض حوادث إطلاق النار من طرف أفراد الجيش الوطني على كلّ من لم يمتثل لتعليمات الدوريات العسكرية بوجوب الوقوف". وأشارت إلى أن الأمر "يتعلق بحالات محدودة تطلبتها مقتضيات فرض حظر جولان الأشخاص والعربات الذي أعلن عنه إثر فرار الرئيس المخلوع والذي قام في إطاره الجيش الوطني لتلبية نداء الواجب ذودا عن حرمة الوطن ومناعته ودفاعا عن النظام الجمهوري". وأكدت "الحرص على حماية حقوق كلّ من تضرر من أحداث (إطلاق نار) جرت بعد الرابع عشر من شعر كانون ثان/يناير الماضي وكان بعض العسكريين طرفا فيها". وأشارت إلى " تعهد المحاكم العسكرية بتلك الأحداث التي هي محل قضايا منشورة لديها". كان توفيق بودربالة رئيس "اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات والانتهاكات" التي شهدتها تونس خلال "الثورة" أعلن في مؤتمر صحفي عقده يوم 12 نيسان/ابريل الجاري سقوط قتلى برصاص الجيش (لم يحدد عددهم) دون أن يوضح إن كان ذلك قبل هروب بن علي أو بعده. وقالت وزارة الدفاع في بيانها "إن ما نشر ببعض الصحف التونسية، وخاصة في ما يتعلق بالمؤتمر الصحفي لرئيس اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول حوادث القتل بالرصاص جاء بصيغة التعميم مما قد يفهم منه أن القوات المسلحة قامت بقمع المتظاهرين أثناء الثورة بإطلاق النار عليهم والحال أن الواقع خلاف ذلك". وأضافت أنه "كان على اللجنة توضيح الأمر حتى لا يحصل التباس في ذهن المواطن، إذ إن الحوادث التي سجلتها اللجنة فيما يتعلق بإطلاق النار من قبل عسكريين كانت بعد تاريخ 14 كانون ثان/يناير الماضي وتحديدا بداية من مساء يوم 15كانون ثان/يناير الماضي". وأعلنت الوزارة "التزام القوات المسلحة بمواصلة اضطلاعها بالمهام الموكولة إليها قصد حماية الوطن وتأمين الانتقال الديمقراطي في كنف الوئام والانسجام مع كافة الأجهزة النظامية". وذكرت تقارير إخبارية في وقت سابق أن الجنرال رشيد عمار، قائد أركان جيش البرّ التونسي، رفض تطبيق أوامر ب"إطلاق النار" على المتظاهرين أصدرها إليه بن علي. وكشف توفيق بودربالة أن بن علي أعطى قبل سقوط نظامه أوامر للجيش ب"قصف" حيّ الزهور بمدينة القصرين (غرب تونس) لقمع متظاهرين طالبوا بتنحيه عن الحكم لكن الجيش رفض تطبيق أوامره. وأعلنت مصادر رسمية في الثامن عشر من شهر نيسان/ابريل الجاري أن الرئيس التونسي المؤقت رقى الجنرال رشيد عمار/63 عاما/ إلى رتبة رئيس أركان الجيوش الثلاثة(البر والبحر والجوّ). ولقي أكثر من 200 شخص حتفهم خلال ثورة تونس. وذكرت منظمات حقوقية أن أغلب القتلى سقطوا برصاص الشرطة. في شأن تونسي آخر قالت صحيفة إماراتية امس ان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي شرع في الدفاع عن نفسه بتدوين مذكراته ، نافية تعرضه لجلطة دماغية. ونقل التقرير عن مصادر مطلعة القول إن مذكرات زين العابدين ستصدر في كتاب يشرح ما أسماه "عملا كبيرا قدمه لتونس" ونهضتها، وكذلك علاقته مع المسؤولين في الدول الكبرى والمنطقة العربية. ونسبت الصحيفة الى مصدر لم تكشف اسمه أن الهدف من المذكرات هو دفاع الرئيس المخلوع عن نفسه بعد ما وصفه بوجود "حملة إعلامية للنيل منه ومن تاريخه". ونفت مصادر للصحيفة صحة ما تردد عن أن الرئيس التونسي المخلوع (75 عاما) أصيب بجلطة دماغية منتصف شهر شباط/فبراير الماضي. وذكرت أن بن علي يعتبر نفسه ضحية "لمؤامرة تونسية وعربية وأجنبية"، وأنه على يقين أنه تعرض "لخيانات من داخل نظامه" وأنهم شنوا حملة لتشويه صورته. ونقلت الصحيفة عن المصدر أن الرئيس التونسي المخلوع في حالة "طلاق غير معلن" مع زوجته ليلى الطرابلسي عقب مواجهات صاخبة بينهما اتهمها خلالها بأنها وأسرتها يتحملون الجزء الأكبر مما جرى في تونس طيلة العقدين الماضيين ومن كراهية الشعب له ولنظامه.