في لحظة تأمل باتجاه السماء، أو في وقت الإحساس بالمطر وبلل الماء. لحظات ترتشف فيها قهوة الصباح .. في الدقائق المعدودة التي تستجمع فيها الشعور بهذا العطر وذاك ... هل يشبه إحساسك إحساس أي شخص في هذا العالم ؟ فكر قليلاً قبل الإجابة ! لا تشبه أحاسيسنا ومشاعرنا أحاسيس ومشاعر أي شخص ..مهما كان هذا الشخص قريباً لنا .. أو قريباً منا !! نحن البشر نختلف كثيراً في مفاهيمنا .. معتقداتنا .. مشاعرنا .. ميولنا .. مزاجنا .. لا أحد يشبه إحساسك تجاه شيء معين .. كالعطر .. المطر .. الطعام .. القهوة .. البرد .. الحر .. الملابس .. الطريق .. السفر .... لا أحد يشبه إحساسك تجاه كل تلك الأمور والأحوال والمواقع والمواد والخامات والأحداث ............ لا أحد ! يفسر علماء النفس هذه الاختلافات على أنها فروق وألوان كثيرة طبيعية وتعود لخبرات الشخص التي مرت به منذ البذرة الأولى للسلوك وردة الفعل الابتدائية تجاه أي شيء .. وكل شيء !! إذا سلمتم معي بهذه النظرية ؛ أقصد اختلافنا في مشاعرنا وأحاسيسنا تجاه كل تلك الأشياء ؛ فهل من البديهي أن لا نستاء من اختيارات وانطباعات الآخرين ...! إن النفس البشرية أعقد بكثير مما نتخيل ؛ كيف لنا أن نفهم مشاعر شخص معين إذا كنا مختلفين حتى في نوعية الشعور ؟ كيف لنا أن نضع معاييرنا الخاصة بنا في الحكم على الآخرين ؟!! نفسر تصرفات ومشاعر البعض وفق مفاهيمنا نحن في حين نؤمن أننا مختلفون تماماً ..! ليس هذا فقط ؛ بل الأدهى والأمر أن بعض الناس لا يكتفي بمصادرة آراء الآخرين بل يحقرها ويطرد صاحبها من دائرة احترامه ..! استمعت منذ يومين إلى مجادلة حامية الرغيف .. قصدي الوطيس !! بين سيدتين تناقشان جودة المطعم الفلاني والمطعم العلاني ... تقول الأولى للثانية "توني أعرف أنه ما عندك ذوق باختيار المطاعم .. وتجيب الثانية أنتم يا أهل المنطقة ع أكلكم كله بربسة لذلك ما تميزون المطاعم الراقية .." !!!!! انتهى حوارهن وطبعاً الموقف خيالي وغير واقعي؛ فنحن قوم نختلف ولكننا نأتلف ولا يزيدنا الاختلاف إلا تكاملاً !!!!