أبا متعب، خادم الحرمين الشريفين، ملك القلوب، ملك مملكة الإنسانية، صقر العروبة، بأي من هذه الأسماء نطقت فأنت تعني رجلاً واحداً تعرفه القلوب قبل أن تلهج الألسن باسمه، إنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية. الزعيم والقائد الذي لا تكاد تختلف حوله التقارير والدراسات بأنه من أكثر قادة العالم المعاصر حضوراً وقبولاً وجماهيرية لدى أبناء شعبه، وعلى امتداد وطنه العربي الكبير الذي حمل هموم قضاياه أينما حل، وحيثما ارتحل. حين ألم به ما ألم من آلام في الظهر بدا وكأن البلاد والعباد تقاسمت معه الآلام، وعندما سافر للعلاج في الولاياتالمتحدة الأميركية تلهفت الآذان لتسمع تفاصيل التقارير الطبية التي تتحدث عن تحسن في صحته، وبينما كانت تحت مبضع الجراح شخصت الأبصار تدعو الواحد الأحد أن يكلأه برعايته، وكم أثلجت الصدور خطواته الأولى بعد العملية، وعندما سافر إلى المملكة المغربية الشقيقة للنقاهة ظلت القلوب معلقة بلحظة العودة الميمونة إلى أرض الوطن، فكان يوم أربعاء جميل، استبقه حفظه الله بالعديد من بشائر الخير قبل أن يحط به الطائر الميمون في أرض المطار، حيث خرجت جماهير الشعب على جانبي الطريق مهللة فرحة بعودته سالماً إلى أرض الوطن. وازدانت الرياض بأبها متجاوبة مع هذا الفرح الجماهيري العفوي الذي عكس صدق التلاحم والانتماء بين القائد الفذ والشعب الوفي. لقد بادل خادم الحرمين الشريفين شعبه حباً بحب، ووفاء بوفاء، فقبل أن يمضي شهر على العودة الميمونة وعطايا الخير الأولى، حتى جاءت الأوامر الملكية الجديدة تسوق سيلاً من الخير المنهمر الذي أصاب كل بيت بوابل أو طل من نفحاته، وتنسمت كل نفس سعودية مكنون عبير هذا العطاء الوفير الذي تناول كل ما يهم احتياجات الوطن والمواطن ويعزز اللحمة الاجتماعية والاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي. لقد شكلت الأوامر الملكية السامية رافعة حقيقية لرفاه المواطن السعودي والتنمية الاقتصادية، فهي لم تترك حقلاً من حقول التنمية إلا وغرست فيه بذارها التي أينع بعضها سريعاً وقطفت الأيدي ثمارها، لكن الأهم فيها سيبقى في الأرض أعواماً وأعواماً من الرخاء والنماء، لتنال أكُلَه الأجيالُ اللاحقة. إن ما أبداه الملك عبدالله بن عبدالعزيز من اهتمام بتطلعات واحتياجات أبناء شعبه، لهو رسالة واضحة، ومنهج عمل لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين القائد ومواطنيه، فالقيادة أمانة، وعظم مسؤولية، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين أنه خير من حمل هذه المسؤولية، وأدى هذه الأمانة، بمؤازرة ومساندة من ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز التزاماً بنهج مؤسس هذا الصرح الشامخ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله. فهنيئاً للشعب السعودي بقيادته، وهنيئاً للقيادة السعودية الكبيرة بحب شعبها ووفائه، وأدام الله على هذه البلاد الغالية هذا التلاحم القوي بين الراعية والرعية.