عبر محمد بن يوسف بن صالح العبيسي المستشار بديوان رئاسة مجلس الوزراء عن سعادته الغامرة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله إلى أرض الوطن سالما معافى ليلتقي بشعبه في صورة رائعة من التلاحم الوطني بين القائد وشعبه . وقال لقد أسست هذه البلاد منذ عهد الملك عبد العزيز على مبادئ إسلامية وضعت المواطن في أولويات الاهتمامات من منطلق مسؤولية الراعي عن رعيته وفق تعاليم الإسلام لذا كان هذا الأساس هو نقطة انطلاق للبناء العظيم الذي نشهده في ظل قيادتنا الحكيمة والتي يمثل المواطن لديها ركيزة أساسية في البناء والتطوير. وكون المواطن السعودي متمسكاً بدينه الذي يحتم عليه طاعة ولي الأمر كان الولاء قويا والوفاء متوارثاً لأنه أدرك أن من أهم مصالح الشريعة الإسلامية الدعوة إلى اجتماع الكلمة ووحدة الصف وعدم التفرق والتشرذم لأن في الاجتماع قوة وفتحا وعزا وفي التفرق ضعفا وفشلا قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ومن المؤكد أن هذا الاجتماع يحتاج إلى قائد عظيم يلتف الناس حوله ويؤيدون رأيه وهو بإذن الله يحمي دينهم وأموالهم وأعراضهم من كل يد غادرة وهذا القائد ما اصطلح عليه في الشريعة الإسلامية بالإمام وولي الأمر . إن السمع والطاعة تماسك وتلاحم بين الراعي ورعيته وإظهار للدولة بمظهر القوة والعزة والغلبة والهيبة أمام الأعداء ومن منطلق هذه الأسس تتحقق مصالح الأمة الدينية والدنيوية ويحقق لها أيضا قمع أهل البغي والفساد وسد ذرائع الفتن والأهواء لذا حرص الإسلام على قضية السمع والطاعة لولي الأمر وغرس ذلك في نفوس المؤمنين لكي تتحقق لهم السعادة في الدارين . وما جسده الشعب السعودي من تلاحم والتفاف حول القيادة عندما حاول المضللون توجيهه الى مبدأ التظاهر والخروج عن ولي الأمر لهو دليل قاطع على أن المواطن مؤمن مدرك لمصالحه الدينية والدنيوية . والمتتبع لأحوال الدول من حولنا يدرك ما نحن فيه من نعمة شاملة وأننا في أيدي أمينة تسعى لمصالحنا وتراعي الله فينا لذا تمحورت القرارات الكريمة السامية في جوانب مهمة للمواطن مراعية ما يشعر به وملامسة لاحتياجاته . حفظ الله بلدنا من كيد الكائدين ومن حقد الحاقدين، إنه سميع مجيب .