على مدى سنوات طويلة ولد كثير من التوائم في بلدة كانديدو جودوي في جنوب البرازيل مما دفع سكانها للتساؤل عما إذا كانت هناك علاقة بين مياه شربهم وطفرة التوائم هذه أم أن جوزيف منغيل الطبيب النازي المعروف ب» طبيب الموت» قد أجرى تجارب على نساء البلدة، لكن مجموعة من العلماء تقول الآن أنها تستبعد مثل هذه الاحتمالات التي ترددت طويلاً. وقالت اورسولا ماتي، عالمة الوارثة في مدينة بورتو اليغري البرازيلية أن سلسلة من اختبارات الحمض الريبي النووي التي أجريت على 30 عائلة منذ عام 2009 وجدت أن هناك مورثة معينة تظهر على نحو متواتر لدى أمهات التوائم أكثر مما لدى الأمهات اللاتي لم يرزقن بتوائم . وقالت اورسولا أن هذه الظاهرة اقترنت بعدد كبير من الزيجات بين الأقارب في أوساط السكان الذين ينحدرون بكاملهم من مهاجرين ناطقين باللغة الألمانية. واضافت اورسولا ماتي أنهم قاموا بتحليل ست مورثات ووجدوا أن مورثة أكدت ميل هذه الفئة من السكان إلى ولادة التوائم. وكانت اورسولا ماتي أول عالمة توثق، في دراسة نشرت في 1990 التسعينات، أن نسبة ولادة التوائم في هذه البلدة كانت مرتفعة بشكل غير عادي. وكانت النسبة مرتفعة بشكل خاص في ساو بيدرو، وهي قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها الثلاثمائة والخمسين وهي جزء من كانديدو جودوي. ووجدت الدكتورة اورسولا ماتي أن 10 بالمائة من الولادات في بيدرو باولو من 1990 إلى 1994 من التوائم مقارنة بأقل من واحد بالمائة في البرازيل ككل. هذا العدد الكبير من التوائم أثار الكثير من النظريات واللغط. ويقول السكان أن منغيل كان يجول في جنوب البرازيل في الستينات وكان يتظاهر بأنه طبيب بيطري في نفس الوقت الذي شهدت فيه المنطقة طفرة في ولادة التوائم. وكان صحفي أرجنتيني قد اشار في كتاب له في عام 2008 إلى ان منغيل قد أجرى تجارب على النساء في كانديدو جودوي اسفرت عن طفرة في المواليد التوائم، كثير منهم بشعر أشقر وعيون فاتحة اللون. وقد اشتهر منغيل الذي توفي في عام 1979 بتجاربه القاتلة على التوائم في معسكرات النازية في محاولة منه لانتاج عرق آري نقي حسب رغبة زعيمه هتلر - حسب ما يقال - . لكن الدراسة التي قادتها الدكتورة أورسولا ماتي عمدت إلى تحليل 6,615 شهادة ميلاد يعود تاريخا لثمانين عاماً في البلدة ذات الغالبية الكاثوليكية ووجدت أن ظاهرة التوائم كانت موجودة في الثلاثينات أي قبل وقت طويل من فترة منغيل. واضافت الدكتورة أورسولا ماتي « في المراحل الأولى من بحثنا نحن فندنا على الفور إي صلة لمنغيل بالظاهرة «. وعمد فريقها المؤلف من 20 باحثاً إلى تحليل مصادر المياه في البلدة حيث يعتقد السكان بان هناك معدن غامض مسئول عن ارتفاع معدل المواليد التوائم ولم يجدوا أي شيء غير عادي. وأكد الباحثون من خلال فحصهم لشهادات الولادة أن اعلى تركز للتوائم كان في ساو بيدرو ب 33 توأم من أصل 436 ولادة خلال الفترة بين عامي 1959 و2008 جميعهم يعيشون في منطقة واحدة على مساحة ميل ونصف. ويعتقد العلماء أن عددا صغيرا من أسر المهاجرين الذين يعيشون في ساو بيدرو ربما تكون قد جلبت المورثة إلى المنطقة. وقالت الدكتورة اورسولا ماتي أن هذا لا يعني بان المورثة كونية « اذا أخذنا توائم من نيوزيلندا واختبرناها فسوف تكون النتيجة مختلفة «. وقالت دانيلا خونزفير مسئولة الثقافة في مكتب عمدة البلدة إن البلدة بكاملها تدعم هذه الدراسة وتحدوها آمال كبيرة في معرفة السر وراء إنجابها لهذا العدد الكبير من التوائم وإلى فهم أفضل لهذه الظاهرة.