تعاني العاصمة الليبية طرابلس من ازمة خانقة في المحروقات تجبر البعض على النوم امام محطات الوقود او ترك سياراتهم امامها على امل الحصول على ما يمكن ان يتوفر منه في اليوم التالي. وتشكلت طوابير طويلة من السيارات امام محطات الوقود، منذ ان تحدثت معلومات في الايام الاخيرة عن نقص في المحروقات في العاصمة الليبية. ونفت السلطات الليبية وجود نقص وقالت الجمعة ان شركات توزيع المحروقات تملك "كميات كبيرة" من المحروقات "تكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة بالكامل من الوقود". لكن طوابير تمتد الى مسافة كيلومترين في بعض المناطق، تشكلت امام محطات الوقود التي كان بعضها مغلقا وفتح ابوابه مجددا امس. واكدت سالمة الغرياني وهي سيدة في الثلاثين من العمر تعمل مدرسة وتنتظر في الطابور "منذ اربع ساعات"، ان "الحصول على الوقود اصبح كابوسا يلاحق سكان طرابلس". من جهته، قال فؤاد العربي وهو طبيب يعمل في احد مستشفيات طرابلس "منذ ثلاثة ايام اقف في طابور الوقود وفي كل مرة لم اتمكن من الحصول على وقود لسيارتي". واضاف ان "المسافة بعيدة بين بيتي وعملي في المستشفى، اذا لم اتمكن من الحصول على الوقود لن اتمكن من الذهاب الى العمل". وكثيرون هم الذين اضطروا لترك اعمالهم والوقوف في الطابور ساعات ليتمكنوا من ملء خزانات سيارتهم. وقال فيصل شامي وهو مهندس في الخمسين من العمر "توقفت سيارتي تماما لذلك انني مضطر لتركها امام المحطة حتى الغد". واضاف "انها الحرب"، معبرا عن تخوفه من ان "تسوء الامور اكثر وتنعكس ازمة الوقود على اسعار المواد الغذائية وترتفع الاسعار". ويبلغ سعر ليتر البنزين رسميا 0,15 دينار (الدولار 1,30 دينار) في بلد يبلغ انتاجه النفطي في الاحوال العادية 1,6 مليون برميل يوميا وتراجع الى 400 الف بعد اندلاع التمرد فيه، حسب مؤسسة النفط الليبية. واشار شامي الى ان البعض "يبيعون البنزين باسعار مضاعفة في السوق السوداء"، حيث يبلغ سعر الليتر 0,60 او 0,70 دينار. وبينما يمضي البعض ليلتهم في سياراتهم امام محطات الوقود التي تغلق ابوابها من الساعة 20,00 الى الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي، يقف مسلحون امام محطات لفض اي شجار محتمل بين المواطنين. وادت الازمة الى نقص في سيارات الاجرة ايضا. وقال سائق سيارة اجرة انه يخشى ان يدفع به نقص المحروقات الى التوقف عن العمل. وقال لفرانس برس "اعتقد انني ساتوقف عن العمل ولا اعرف كيف اصرف اموري". واضاف "انا رب اسرة مكونة من تسعة اشخاص واذا توقفت كيف لي ان اعيل هذه الاسرة؟". الا ان يوسف باش امام (75 عاما) يرى انها "ازمة وستمر"، معتبرا ان "الدنيا لن تنتهي بدون بنزين". واضاف "يمكننا ان نعود كما كنا نعيش في الزمن البعيد والمهم ان يحفظ ربي البلاد واهلها". وكانت السلطات الليبية اكدت الجمعة ان "شركات توزيع الوقود افادت بان الكميات الكبيرة المتوفرة لديها تكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة بالكامل من الوقود". ودعت "اصحاب شركات توزيع الوقود الاهلية والخاصة" الى "الالتحاق بالعمل والانتظام في تسلم الكميات المطلوبة كالمعتاد وبطاقتها المعهودة لتلبية احتياجات المواطنين في اي وقت".