انتقدت الدكتورة فوزية بامقدم استشارية طب المخ والأعصاب والصرع واضطرابات النوم في مدينة الملك فهد الطبية، توجه بعض مرضى الصرع وذويهم للمشعوذين نظرا لاعتقادهم بأن الجن هو السبب في النوبات التشنجية، مستشهدة بأن هذه الممارسات أدت إلى وفاة أطفال وتعرض آخرين للإعاقة نتيجة التصرفات الهمجية والعنيفة. واستشهدت بامقدم بخطبة للشيخ عبدالرحمن السديس ذكر فيها أن بعض الرقاة يستغلون الدين لتحقيق مكاسب مادية، ويفتقدون إلى الأصول الشرعية في الرقية، مبينة أن المجتمع يحتاج مزيدا من التوعية، لاسيما أن كثيرا من التجارب عانت من أوضاع مأساوية بسبب عدم معرفتهم بهذا الداء وتعاملهم الخاطئ معه، مؤكدة على الجمع بين الرقية الشرعية والأدوية الطبية لعلاج الصرع. جاء ذلك، خلال ندوة نظمتها مدينة الملك فهد الطبية ممثلة بفريق دعم المصابين بالصرع مؤخرا، بعنوان "النظرة الدينية والطبية الرابعة لداء الصرع " بحضور الشيخ الدكتور محمد العريفي، ومشاركة عدد من الأطباء والمتخصصين. من جهته، ذكر الشيخ الدكتور محمد العريفي أن النفوس تنقسم إلى أنواع كثيرة منها النفس المطمئنة والنفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة، والمسولة، والموسوسة، وقال ان الأمراض النفسية عديدة منها ماهو مرتبط بنقص في القدرات، واضطرابات سلوكية، وتخلف عقلي، مشيرا إلى أن الإسلام أقر وسائل للتعامل مع هذه الحالات ومع العين، ومنها العلاج بالرقية الشرعية والعلاج بالدعاء وغيرها من الوسائل المستخدمة شرعا . وأوضح العريفي أن الروايات التاريخية تقول ان هذا الداء موجود من قبل 2000 عام ، حيث عرف بنوعين هما الطبي والروحي، واستشهد بمقولة لابن القيم الذي ذكر أن الصرع له سببان هما الأرواح الخبيثة والأخلاط الرديئة، الأول يعالج بالقرآن، والثاني يعالج طبياً ، وقال العريفي ان الإنسان يجب أن يحتسب الأجر في علاج مريض الصرع. متوجها بالنصح إلى جميع المرضى أن يقرؤوا على أنفسهم، وأن يستخدموا العلاج الروحي بموازاة العلاج الطبي. في المقابل، قدم الدكتور ماجد الحميد نبذة عامة عن داء الصرع من وجهة النظر الطبية فبدأ بالتعرف على معناه اللغوي ثم تناول جانبا من الأساطير والمفاهيم التاريخية التي شاعت حوله، قبل أن ينتقل إلى مرحلة اكتشافه علميا..تلا ذلك التعريف الإكلينيكي الذي يصف الصرع بأنه تظاهرة سريرية ناجمة عن فرط استثارة في قشرة الدماغ. يشار إلى أن فريق دعم المصابين بالصرع الذي أسسته الدكتورة فوزية بامقدم عام 2007 م يتكون من مجموعة متطوعين ومتطوعات هدفهم تثقيف المجتمع بشأن التعامل مع داء الصرع وتصحيح المفاهيم المتعلقة به.