أشاد عددٌ من أصحاب السمو الأمراء والفضيلة العلماء والمعالي الوزراء والمسؤولون بالزيارة المترقبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض للجامعة الإسلامية الثلاثاء القادم لإلقاء محاضرة حول الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية مؤكدين أهمية طرح هذا الموضوع وبيان مكانة هذه الدولة تاريخيًّا، وما قامت عليه من الأسس الفكرية والعلمية، وإزالة ما علق بهذا الجانب من الشبهات والتحريف والتشويه ، وقالوا في تصريحات بمناسبة الزيارة إن سموه أهل ٌللحديث في هذا الموضوع،نظراً لما يتمتع به من اطّلاع واسع وخبرة ومعرفة بتاريخ الجزيرة العربية عموماً وتاريخ المملكة خصوصاً،وكونه مرجعاً في أخبار الجزيرة وأنسابها، واطّلاعه على تفاصيل دقيقة في مراحل تطوّر الدولة السعودية لقربه من ملوك المملكة منذ عهد والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وما تقلّده سموّه من مناصب عُليا في الدولة أهّلته ليكون ملمّاً بأسس الدولة وتاريخها، فضلاً عن اهتمامه الخاص بدعم الدراسات في تاريخ المملكة والتشجيع عليها، وحرصه على حفظ هذا التاريخ للأجيال القادمة ، وأوضحوا أن مشاركة سموه شخصيًّا في البرنامج الثقافي للجامعة الإسلامية يمثل دلالة مهمة وإيماناً لا يشوبه شك على ما يوليه قادة هذه البلاد –حفظهم الله- من اهتمام كبير بالشباب وحرص دائم على التواصل معهم وتوجيههم وتلمّس احتياجاتهم وتيسير ما قد يلوح من صعاب ، كما أشادوا بتوجه الجامعة الاسلامية والإشراف المباشر من مديرها على كل ما يتعلق ببرمجة النشاط الثقافي والذي تعد له الجامعة إعداداً جيّدًا وتختار محاضريه اختياراً موفقاً ومرموقاً ، وقد استعدّت الجامعة للمحاضرة بدعوة عددٍ من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وكبار المسؤولين والوزراء والعلماء والمفكرين والإعلاميين للمشاركة في المحاضرة وإثراء اللقاء المفتوح. من جهته أشاد وزير العدل الدكتور محمد العيسى بأهمية المحاضرة بأفقها التأصيلي تاريخياً وفكرياً من شخصية تتسم بالعمق والرصد والتحليل والمرجعية في مثل هذه الأمور المهمة ؛ فسموه في طليعة المنظرين والمؤصلين والأمناء الصادقين على تاريخنا السعودي بالأسانيد والوثائق ، بعيدا عن الطرح النمطي المعتاد لأمثال هذه الأطروحات كونه يتميز بالمادة والرصد والعمق والأمانة ولست من يزكيه بذلك ؛فسجله الحافل شاهد حي على هذا الأمر المستفيض عنه. وقال وزير الخدمة المدنية محمد الفايز أراد الله تعالى للمملكة العربية السعودية أن تسعد وأهلها بالاستقرار والأمن والحضارة التي تحققت لوطن بحجم قارة لم يكن ذلك ليتحقق لولا توفيق الله أولا ثم ما أرساه الملك المؤسس –رحمه الله – من مفاهيم عادلة وجادة للحكم والقيادة استند فيها على كتاب الله وسنة نبيه التي كانت أساساً فكرياً وسياسياً لإدارة الدولة في مستقبل أيامها ، فمنذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله –وانتهاجها الكتاب والسنة دستوراً لها ، ومناهج حياة في جميع شؤونها الصغيرة والكبيرة الداخلية والخارجية أحيا الله على يده – رحمه الله – أسس الدولة الإسلامية في العصر الحديث. وأضاف : لا أدل على ذلك من كون المملكة راعية للتضامن الإسلامي في العهد الحديث وناشرة لثقافة هذا الدين القويم ليس فقط بالدعوة وإنما بما أرسته من مقومات لتطبيق هذه الشريعة كمنهاج للإدارة السياسية منطلقة في فكرها هذا على أسس تاريخية وفكرية تنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية. وقال: يعكس ذلك الأساس الفكري القويم ما تمثله الجامعة الإسلامية من كونها إحدى منارات الحضارة الإسلامية في تبنيها نقل ونشر الثقافة الإسلامية المعتدلة إلى شتى بقاع الأرض من خلال خريجيها وبرامجها ومؤتمراتها وندواتها التي تترجم الأهداف العريضة لفكر السياسة السعودية. وأضاف : أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لمملكتنا قيادتها وأن يحفظ مكانتها العالية بين شقيقاتها من دول العالم الإسلامي وما تحظى به من مكانة مرموقة على المستوى الدولي وان يوفق الجامعة في جهودها. من جهته نوه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بالزيارة الأبوية التي يقوم بها سمو أمير منطقة الرياض للجامعة الإسلامية، مؤكداً أنها تمثل دلالة مهمة وإيماناً لا يشوبه شك على ما يوليه قادة هذه البلاد –حفظهم الله- من اهتمام كبير بالشباب وحرص دائم على التواصل معهم وتوجيههم وتلمّس احتياجاتهم وتيسير ما قد يلوح من صعاب ، لافتا إلى أن المحاضرة التي يلقيها سموه في رحاب الجامعة حول "الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية" تأتي في توقيت مهمّ لتعيد التأكيد على الثوابت التي قامت عليها هذه الدولة المباركة وتذكّر بها، فهي دولة قامت على دعوة سمحة تستهدف إعادة الإسلام إلى منابعه الأولى وصفائه العقديّ بعيداً عن دعوات الخرافة والجهل والتعصب، مشيراً إلى أن إدراك الناس في مختلف مناطق المملكة لهذه الحقيقة هو ما سهّل المسيرة الوحدوية التي قادها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، حيث كان أهالي المدن والقرى والبوادي حريصين على التوجه إليه طالبين الانضمام إلى هذه الوحدة المباركة، وكان أوّل من يصل إلى هذه المناطق العلماء والقضاة وطلبة العلم، وليس الكتائب والجيوش، والأسس الفكرية لهذه الوحدة هي ما جعلها النموذج الوحدوي العربي الأكثر نجاحاً، وقوةً في العصر الحديث. وأثنى الدكتور العنقري على خطوة الجامعة الإسلامية باستضافة كبار المسؤولين والعلماء والمفكرين بما يُسهم في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة، وتعزيز الوسطية ومنهج الاعتدال بين طلابها، وأن لا تكون أهواء الناس ورغباتهم، بأي حال من الأحول مانعة من الحكم بما أنزل الله. وقال وزير الحج الدكتور فؤاد عبدالسلام فارسي : مما يشرح الصدر اتساع دائرة الاهتمامات في جامعاتنا السعودية التي يكبر دورها باستمرار من حيث التعداد والكمية والكيفية وهنا يبرز بوضوح إلى جانب دورها الأكاديمي التخصصي مختلف أوجه النشاط الثقافي وما يندرج فيما يسمى خدمة المجتمع ، وفي هذا السياق يأتي توجه الجامعة الاسلامية في شخص مديرها أ.د محمد بن علي العقلا الذي يشرف إشرافا مباشرا على كل ما يتعلق ببرمجة النشاط الثقافي والذي تعد له الجامعة الموقرة إعدادا جيدا واختيار محاضريه اختيارا موفقا ومرموقا ولعل خير مؤشر على ذلك الزيارة المرتقبة لسمو الأمير سلمان لمقر الجامعة لإلقاء محاضرة بعنوان ( الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية ) بما يعني أن ما يتم طرحه على درجة كبيرة من الأهمية لطبيعة الموضوع من جهة ولكون المكانة المرموقة للمحاضر ولإحاطته الشاملة بدقائق الأمور ولذلك في يقيني أن التناول شيقا وثرا بالمعلومات التي تهم الباحث والدارس والمتخصص، ولهذا لا يسعني إلا أن أبارك للجامعة الإسلامية والقائمين عليها هذا التوجه المعرفي الطيب لشأن عزيز ولتأريخ مجيد لهذا الوطن الكبير.