ردت المقاومة الفلسطينية بسرعة أمس على جريمة الحرب الاسرائيلية في غزة، بتفجير حافلة في القدسالغربيةالمحتلة ما أدى الى مقتل شخص واصابة 30 آخرين.وهو أول تفجير تشهده القدس منذ العام 2004. وقال مسعفون أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جراء الانفجار الذي ضرب إحدى الطرق الرئيسية المؤدية الى وسط القدسالغربية في الساعات الاولى من الظهيرة فحطم نوافذ حافلة قريبة.وتوفيت إمرأة من الجرحى في المستشفى متأثرة باصابتها. وقال وزير الامن الداخلي اسحق أهارونوفيتش لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي "نعتقد ان القنبلة كانت تزن بين كيلوغرام وكيلوغرامين ... وانفجرت في حقيبة صغيرة على الرصيف المجاور لموقف الحافلات." وقطع التلفزيون الاسرائيلي برامجه ليعرض صورا لعشرات سيارات الاسعاف تتدفق على المكان وتنقل المصابين الى مستشفيات قريبة. وبعد الهجوم أجل بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو سفره الى روسيا لبضع ساعات للتشاور مع مسؤوليه الأمنيين. وكان نتنياهو حذر "حماس" في وقت سابق أمس من زيادة العنف في غزة بعد سقوط وابل من الصواريخ وقذائف المورتر على (اسرائيل) في الايام الاخيرة رداً على الغارات الاسرائيلية الوحشية. وسارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض الى إدانة العملية. كما ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتفجير.وقال "ليس هناك أي مبرر على الاطلاق للارهاب. تدعو الولاياتالمتحدة الجماعات المسؤولة عن ذلك لوقف هذه الهجمات فورا ونشدد على ان اسرائيل مثل كل الدول لها حق الدفاع عن النفس."-على حد تعبيره-. كما عبر أوباما عن تعازيه لمقتل فلسطينيين في مجزرة غزة الثلاثاء، حاثاً كل الأطراف على بذل كل جهد ممكن لمنع العنف وسقوط ضحايا مدنيين. وفي رد نوعي على جرائم الاحتلال، أطلقت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي صاروخين من نوع "غراد" على مدينة بئر السبع جنوبفلسطينالمحتلة قبل ساعات من تشييع ثمانية شهداء قضوا في غارات جوية اسرائيلية وحشية أول من أمس. وشارك آلاف الفلسطينيين الغاضبين في تشييع الشهداء الثمانية في مدينة غزة وهم أربعة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا في حي الشجاعية، وأربعة من مقاتلي حركة الجهاد الاسلامي قتلوا في غارة جوية. وردد المشيعون هتافات تدعو للثار ومنها "يا شهيد يا حبيب بدنا الرد في تل ابيب" و"الانتقام الانتقام يا سرايا ويا قسام" وهما سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس". وانطلق المشيعون الغاضبون في مسيرات باتجاه المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة حيث اديت صلاة الجنازة بمشاركة عدد من قادة حركتي "حماس" و"فتح"، ثم سارت مسيرة الجنازة الراجلة الى مقبرة "الشهداء" القريبة من الحدود شمال شرق مدينة غزة. وتوعد "ابو احمد" الناطق باسم "سرايا القدس" الذي شارك في الجنازة "بمزيد من القصف والرد النوعي في الايام القادمة من المقاومة ردا على جريمة الاحتلال". واتهم اسرائيل بأنها "تستغل الاحداث الجارية في العالم لتوجيه ضربة قوية للمقاومة في غزة باستفزاز المقاومة باستهداف المدنيين والمقاومين"، في اشارة الى الثورات الجارية في عدد من الدول العربية، والحظر الجوي على ليبيا. وشدد نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الذي شارك في التشييع ايضا على "ضرورة الرد على العدوان"، الاسرائيلي مؤكدا ضرورة "استعادة الوحدة الوطنية". واعلنت "سرايا القدس" صباح امس مسؤوليتها عن اطلاق ثلاثة صواريخ من نوع "غراد" على مدينة بئر السبع واسدود في جنوبفلسطينالمحتلة ردا على المجازر الاسرائيلية في غزة. وتوعدت سرايا القدس ان الرد على مقتل اربعة من عناصرها سيكون "بحجم الجريمة..والعدو سيرى ذلك قبل ان يسمعه". في القاهرة، دان وزير الخارجية المصري نبيل العربي عملية التفجير في القدس، محذرا (اسرائيل) من "الاندفاع الى عملية عسكرية في غزة". ونقلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية منحة باخوم عن نبيل العربي قوله ان "سياسة مصر الثابتة هي رفض وادانة استهداف المدنيين". واكد العربي ان "تصاعد العنف لن يكون في مصلحة اي من الطرفين ولا في مصلحة السلام والاستقرار". واعتبر انه "لا ينبغي ان يعطي احد الذريعة لاسرائيل لممارسة العنف"، في اشارة الى المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. الحافلة التي استهدفتها العملية الفدائية في القدسالغربية .. انتقاماً لدماء شهداء القصف على غزة. (أ.ف.ب) جريحة إسرائيلية تتألم كما تألم أطفال غزة الذين حصدتهم قذائف الموت في مجزرة الثلاثاء. (أ.ب.أ)