ذكرت دراسة تاريخية حديثة صدرت عن المركز المصري لدراسات المرأة في محافظات الصعيد، إن الفراعنة عرفوا تكريم الأم قبل آلاف السنين. وأوضحت الدراسة (التي صدرت بمناسبة الاحتفال بعيد الأم) أن الرجال في مصر القديمة كانوا يقدرون المرأة ويكرمونها، ويحتفلون بها في احتفالات شبيهة بعيد الأم اليوم. وقالت مديرة المركز هدى خليل، إن الدراسة أوضحت أن المرأة في مصر الفرعونية كانت تتمتع بقسط وافر من الحرية الشخصية، وإن تكوين أسرة جديدة كان يبدأ بزواج الشاب الذي يصير رأس الأسرة. وأضافت «إذا ارتقت الزوجة إلي درجة (ربة الدار) فإنها تقاسم الزوج مسكنه وقبره أيضاً، وتبقى أملاكها مقسمة بينهما، ويستقل كل جيل بنفسه بدنياً ومادياً، وكانت توضع تماثيل الزوجين جنباً إلى جنب وأولادهما عند أقدامهما». وتشهد آثار مصر القديمة بلوحتها ونقوشها الرائعة هذه المكانة المتميزة، فهي الأم التي تحظى بالاحترام والتبجيل، والفتاة والزوجة التي تخضع لقوانين أخلاقية صارمة، ولكنها في الوقت نفس تعبر عن آرائها بحرية، ولا تحرمها أيضاً من أن تحظى بالتقدير والاحترام. وترى خليل أن المرأة المصرية القديمة تمتعت بأهلية قضائية كاملة، وكان لها استقلالها المالي عن الرجل، وكان بإمكانها أن تدير ممتلكاتها الخاصة، وتدير الممتلكات العامة، وتمسك بزمام الأمور في البلاد أيضاً.