جاءت مشاركة فريقي الهلال والأهلي في بطولة الخليج ال30 للكرة الطائرة التي اختتمت أمس الأحد في الدوحة مخيبة للآمال ومفاجئة لكل التوقعات سواء داخل أوساط البطولة أو في الوسط الرياضي السعودي، فإقامة البطولة بنظام المجموعتين كان يعزز كثيرا من الأماني بتأهل الفريقين لنصف النهائي والالتقاء على النهائي في حال تجنبا مواجهة إجبارية في المربع، ولكن لا عنب الشام ولا بلح اليمن جنته الطائرة السعودية، فعاد الفريقان من الدوحة بخفي حنين وكان المقاس أكبر بالنسبة للطائرة الهلالية التي توجت قبل أقل من أسبوعين بلقب البطولة العربية. "دنيا الرياضة" حضرت البطولة وقدمت تغطية متكاملة لقرائها وتضع أمام محبي الفريقين ومتابعي الكرة الطائرة والرياضيين الأسباب الحقيقية للسقوط الهلالي الأهلاوي غير المتوقع: الإرهاق اخفى الهلال لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ألا يصل الهلال للمباراة النهائية على أقل تقدير لكونه منتشيا بلقبه العربي ومكتمل الصفوف إذ يضم أفضل لاعبين في العرب أحمد البخيت وأحمد الصلاح مع وجود صانع لعب ساحر اسمه خليل حجي مع عناصر الخبرة يحيى حنش وياسر المكاوني ومسفر البيشي ونايف أبو حسون وإبراهيم المسلم، الفريق نظرياً هو الأفضل من بين الفرق الثمانية المشاركة، ولكن مشاركته لم تكن مؤكدة قبل البطولة بيومين إذ طالبت الشؤون العسكرية لاعبي الفريق بالالتحاق بمنتخباتهم المشاركة في بطولة القطاعات العسكرية بالظهران، لذلك تعثر سفر الفريق حسب الجدول المعد لهم من قبل إدارة الفريق وبقيت المشاركة معلقة بين أخذ ورد من رعاية الشباب ووزارة الدفاع حتى جاءت الموافقة في وقت متأخر من عصر السبت الماضي الذي يسبق البطولة بيوم فلم يصل الفريق الهلالي إلى الدوحة إلى بعد منتصف الليل وبالتالي نام أفراده متأخرين ولعبوا عصر الأحد أمام كاظمة الكويتي وهم مرهقون لذلك خسروا المباراة بشكل متوقع للقريب من الفريق. الهلال توج بذهب العرب كان من الممكن تجاوز هزيمة كاظمة إذ تبقت للفريق مباراتان الفوز فيهما يؤهل الفريق للمربع الذهبي، وجاءت المباراة الثانية في اليوم التالي أمام خصم صعب هو الريان مستضيف البطولة والمستعد جيدا للبطولة بمعسكر خارجي، الهلال ظهر أمام الريان في أحلى حُلة واستطاع الفوز بالشوطين الأولين ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان وتعرض نجمه الكبير أحمد البخيت لإصابة قوية في مفصل القدم في الشوط الثالث من المباراة مما تسبب في توهان فني للفريق وحالة نفسية لعناصره زادت سوءاً مع خسارة الشوط ليلحق الرابع بالثالث. وشهدت المباراة تهجم رابطة الريان القطري على الفريق الهلالي بأهازيج مسيئة لم تكن متوقعة من أشقاء نعتز بالإقامة لديهم خصوصاً وهم الفريق المضيف الرسمي للبطولة، وزاد ذلك من تدهور اللاعبين الزرق وخروجهم عن جو المباراة ليخسروا الشوط الخامس وبالتالي خسر الهلال المباراة والبطولة وخرج من دورها الأول في أغرب "سيناريو" لبطولة الخليج. بعد خسارة الفريق الهلالي لمباراتين لم يعد لدى عناصره أي دافع لكسب المباراة الثالثة أمام صحم العماني الذي هزم كاظمة وخسر من الريان فبالتالي كان هناك بصيص أمل للهلال بالتأهل ولكن اللاعبين لم يكونوا يريدون عيش أمل ومن ثم تلقي صدمة أُخرى بعد الفوز ومن ثم تخرجهم الحسابات، لذلك سعوا إلى إنهاء المباراة بأقل مجهود فخسروا ثالث مبارياتهم ولعبوا على المركز السابع الذي نالوه بعد الفوز على شباب الإمارات. كانت هذه رحلة طائرة الهلال من الرياض إلى الدوحة، أمل لضم لقب الخليج للعرب، ارتباك لم يكن بالحسبان، مشاركة في آخر لحظة، خسارة أولى متوقعة ومن ثم خسارة ثانية وضياع لقب كثيراً ما يستعصي على الهلال رغم الترشيحات التي تسبقه قبل كل بطولة ويبدو أن اللقب الخليجي أصبح لقب نحس لفريق حقق البطولة العربية 4 مرات فيما لم يحقق اللقب الخليجي سوى ثلاث مرات فقط. الخبرة هزمت الأهلي الأهلي القطب الثاني للطائرة السعودية كان هو الآخر ضحية تأخر إقرار مشاركته حاله حال الهلال، ولكن الفريق لم يكن مرشحا للقب لعدم تواجد العنصر الأجنبي واللاعب الخليجي، ولكن كان يتوقع منه المنافسة على التأهل لنصف النهائي رغم وقوعه في مجموعة صعبة ضمت المحرق البحريني زعيم الطائرة الخليجية والعربي القطري حامل اللقب. لهذا لم تكن النتيجة النهائية للفريق سيئة عطفاً على مجموعته التي استطاع أن ينال خلالها المركز الثالث وبالتالي اللعب على المركز الخامس الذي حققه الأهلي بفوز صعب ومستحق على فريق كاظمة الكويتي الذي وضع أولى خطوات سقوط طائرة الهلال في الدوحة. المشاركة الهلالية لا شك أنها ستكون مفيدة مستقبلاً لتفادي السلبيات ويجب على أي فريق مشارك أن يتواجد في مكان إقامة البطولة بوقت كاف أو يقدم اعتذاره عن المشاركة، كما على كل فريق الاستفادة من نظام البطولة من ناحية التواجد الأجنبي فذلك يزيد من قوة الفريق ويجعل حضوره من أجل المنافسة وليس المشاركة التي لا تليق بتاريخ طائرتي الهلال والأهلي.