قالت فرنسا إن الهجوم الجوي على ليبيا من الممكن أن يبدأ خلال ساعات قليلة. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروين في تصريحات لمحطة "أر تي إل" امس :"طالب الفرنسيون بهذا الهجوم مما يعني أننا سنشارك فيه بالطبع". وأوضح المتحدث:"لا يتعلق الأمر باحتلال مناطق ليبية ولكن بعملية عسكرية من أجل حماية الشعب الليبي تمكينه من تحقيق سعيه للحرية حتى النهاية أي حتى سقوط (الزعيم الليبي معمر القذافي). وقال باروين إن قرار مجلس الأمن الدولي الذي أعلن عنه الليلة الماضية ويفتح الطريق أمام تحقيق هذا الهدف ، يعد خطوة مهمة. وأضاف:"يجب أيضا الاعتراف بالدور المهم الذي لعبه (الرئيس الفرنسي) نيكولا ساركوزي وفرنسا". في الوقت نفسه رجحت صحيفة "لو فيجارو" القريبة من الحكومة أن تستخدم فرنسا في هذه المهمة طائرات عسكرية فرنسية من جزيرة كورسيكا في البحر المتوسط. وأشرف الرئيس الفرنسي صباح الجمعة على مجلس خاص بإدارة الأزمة الليبية غداة القرار المتخذ من قبل مجلس الأمن الدولي والداعي إلى استخدام القوة لمنع القوات النظامية الليبية من استهداف المدنيين الليبيين. وضم هذا المجلس إلى جانب رئيس الدولية رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزير الدفاع جيرار لونغيه وإدوارد غيو رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية . وخصص لسبل مشاركة فرنسا في العمليات العسكرية ضد القوات النظامية الليبية. وقد علمت "الرياض " أمس من مصادر فرنسية مطلعة أن رئيس الدولة تابع عن كثب دقيقة بدقيقة مداولات مجلس الأمن الدولي التي سبقت إصدار القرار الذي يتيح استخدام القوة ضد القذافي لإرغامه على وضع حد لاستهداف المدنيين. وقضى الرئيس الفرنسي حسب المصادر ذاتها شطرا كبيرا من الليلة قبل الماضية وصباح أمس في الاتصال بقادة الدول التي دعمت القرار والتي تسعى إلى المشاركة في تنفيذه. واعتبر كل المسؤولين والمراقبين الفرنسيين بأن الجامعة العربية اضطلعت بدور هام لتسهيل عملية التصويت على مشروع القرار الفرنسي البريطاني الداعي لاستخدام القوة ضد القذافي. وهو ما أكد عليه صباح أمس فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية في حديث لإذاعة " إرتي إل" عندما قال : "لولا دور الجامعة العربية لكان من الصعب على الأرجح حمل الأسرة الدولية على التحرك". وإذا كان الرئيس الفرنسي لم ينجح من قبل في حمل دول الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف موحد من الأزمة الليبية باتجاه دعم المتمردين على حكم القذافي، فإن "الرياض " علمت صباح أمس أنه حريص على الدعوة لقمة ثلاثية في باريس في أقرب وقت ممكن تشارك فيها على الأقل ثلاثة أطراف هي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية. وتهدف هذه القمة إلى تنسيق مواقف هذه الأطراف والعمل على ألا تتسبب الضربات الجوية ضد القوات النظامية في خسائر بشرية تطال الأهالي الليبيين . وتظل هذه المسألة هما أساسيا لدى الرئيس الفرنسي الذي لا يريد أن تتحول الضربات المحددة باتجاه القوات النظامية الليبية إلى ضربات عشوائية تستهدف المواطنين وهو ما يحصل مثلا بين الفينة والأخرى في أفغانستان وباكستان بالنسبة إلى الحرب التي يخوضها حلف شمال الأطلسي بتفويض من مجلس الأمن الدولي ضد طالبان وتنظيم القاعدة. (ألمانيا ترفض المشاركة) أكدت برلين مجددا أنها لن تشارك في حرب في ليبيا وذلك في أعقاب قرار مجلس الأمن . جاء هذا على لسان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله الذي قال في تصريحات أدلى بها الجمعة في برلين: "نتفهم موقف الأطراف التي قررت التدخل العسكري في ليبيا انطلاقا من أهداف تحترم ولكننا بعد أن درسنا الأمر ومخاطره قررنا أننا لن نشارك بجنود ألمان في حرب ..في عمل عسكري في ليبيا". وأوضح الوزير الألماني أن هذا هو السبب الذي جعل بلاده تمتنع عن التصويت على القرار في مجلس الأمن الليلة الماضية ولكنه أكد أن بلاده تؤيد بالطبع تشديد العقوبات على نظام القذافي. ودافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن موقف بلادها الرافض للمشاركة العسكرية في ليبيا وامتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن فرض حظر جوي على ليبيا. وقالت ميركل خلال مشاركتها في جلسة لممثلي الكتل البرلمانية الجمعة في برلين إنها تعتقد إنه لم يتم "إمعان التفكير بنسبة 100%" في الأمر. ونقلت مصادر مشاركة في الاجتماع عن المستشارة قولها:"نتمنى التوفيق لشركائنا لأن لنا نفس الأهداف السياسية ولكن لنا وجهة نظر أخرى فيما يتعلق بفرص نجاح هذه المهمة". فيما قالت النرويج والدنمارك أمس إنهما مستعدتان للمساهمة في عملية فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا . وقال وزيرا الدفاع والخارجية النرويجيان جريت فاريمو و جوناس جاهر ستور إن أوسلو تدرس مساهمتها في العملية مع الحلفاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقد تتكون المساهمة النرويجية من مقاتلات إف 16 أو طائرات نقل في إطار عملية إنسانية. وصرح فاريمو للطبعة الإليكترونية لصحيفة "في جي"إن هناك حاجة إلى العمل الفوري ولكنه قال إنه ما زال من المبكر تحديد ما ستساهم به النرويج. من جانبه أكد وزير الخارجية ستور ترحيب النرويج بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث إنه "يؤكد أن استخدام القوة يجري بموافقة الأممالمتحدة" وأشار أيضا إلى أن الأممالمتحدة ستعمل بشكل وثيق مع جيران ليبيا في الجامعة العربية. وفي كوبنهاغن ، قالت وزيرة الخارجية الدنماركية لين اسبرسين لوكالة أنباء ريتزاو إن الحكومة مستعدة للعمل "بشكل سريع" للحصول على موافقة من البرلمان من أجل تقديم مساهمة دنماركية من مقاتلات إف16. والدولتان الواقعتان في منطقة اسكندنافيا عضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما أعلنت بلجيكا الجمعة عن استعدادها للمساهمة في 6 طائرات مقاتلة من نوع "أف -16" لفرض حظر جوي على ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية "بلغا" عن وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كريم إن بلاده تعد 6 طائرات من طراز "أف -16" تجري حالياً تدريبات في اليونان في حال طلب حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدخلاً عسكرياً منها. (التزام تركي بالحظر الجوي) أعلنت تركيا التزامها بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة للحظر الجوي على ليبيا . وأكد بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء التركي أن تركيا تقدم دعمها للقرار وتطالب بتأمين وقف فوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف ضد المدنيين ووقف نزيف الدماء . وقال البيان إن قرار مجلس الأمن الدولي ملزم للجميع وتركيا تصادق عليه ، وجدد فى الوقت نفسه رفض تركيا لأى تدخل عسكري أجنبي فى ليبيا . ودعا البيان الرئيس الليبي معمر القذافي للاستجابة لمطالب شعبه مؤكدا أن هناك ضرورة لتأمين وقف فوري لإطلاق النار، وضرورة عدم الوقوف أمام مطالب الشعب . وقال البيان إن تركيا أكدت مسبقا رفضها مبدأ التدخل الأجنبي في ليبيا وان هذا الموقف لم يطرأ عليه أى تغيير . فى الوقت نفسه أكد الرئيس التركي عبد الله جول أن قرار مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة للحظر الجوي على ليبيا هو قرار ملزم للجميع . وقال جول فى تعليق مقتضب على القرار إنه قرار صدر ضمن إطار الشرعية الدولية ويجب الالتزام به .