ترفض الطفل * أريد أن أطرح عليكم مشكلتي والتي تخص زوجتي والتي حيرتنا جميعاً، فهي تبلغ من العمر 26 عاماً، كانت إنسانة طبيعية ونعيش معاً حياة زوجية عادية حتى حملت قبل أكثر من عام وكنّا فرحين جميعاً بحملها هذا. المشكلة بدأت بعد أن أنجبت زوجتي طفلاً جميلاً ولكن ما صدمني هو مشاعرها تجاه أبننا. في البدء قالت أنها تشك أن أبننا قد تم استبداله وطمأنتها بأن هذا لم يحدث، ولكن بعد فترة بضعة أيام بدأت تبكي وتقول أنها متأكدة بأن أبننا تم استبداله، وأنها تريد أبننا الحقيقي. شرحت لها بأن هذا لم يحدث ولكنها لم تُصدقني وأخذت تبكي بشكلٍ هستيري وترفض الطفل وترفض أن تُرضعه أو أن تعتني به وتقول بأنه ليس طفلها وأن طفلها الحقيقي تم استبداله وفشل الجميع، بما فيهم أهلها الذين يحاولون بشكلٍ مستمر طمأنتها ولكن كل ذلك لم يُجد. بعد ذلك أصبحت تحاول ايذائه فاضطررنا إلى أن ننقل الطفل لرعاية و الدتها ومازلت تبكي وتُصر على أن هذا الطفل ليس طفلها ولا تُريده وتُطالبنا بأن نُحضر طفلها الحقيقي. لا أدري ماذا أفعل في هذه المشكلة، وسؤالي هل هذه الحالة مشكلة نفسية؟ وهل إذا كانت مشكلة نفسية فما هو الحل؟. ط. ف أخي الفاضل، أشكرك على ثقتك بنا، وأقدّر الوضع الذي تعيشه في هذه الظروف. ما ذكرته عن زوجتك قد يكون مشكلة نفسية، وهذه المشكلة تُعرف في الطب النفسي بأنه اضطراب ذُهاني ما بعد الولادة. المرأة بعد الولادة كثيراً تمر كثيراً باضطرابات نفسية متعددة و متنوعة. تبدأ الاضطرابات النفسية بما يُعرف باضطراب المزاج البسيط و الذي يُصيب نسبة عالية من النساء بعد الولادة، وغالباً ما يكون ذلك في اليوم الثالث بعد الولادة أو في اليوم الرابع عشر بعد الولادة. بعد ذلك تأتي أضطرابات الاكتئاب الحاد والشديد بعد الولادة وهذا نسبته أيضاً مرتفعة فيما بعد الولادة ويكون خلال الأشهر الست التي تلي الولادة ويحتاج هذا الاضطراب إلى تدّخل علاجي عاجل، لأن المرأة في هذا الاضطراب قد تكون مكتئبة بشكلٍ كبير وقد يضر ذلك بالطفل وكذلك بالأم، لذلك غالباً تحتاج للعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب. هناك سيدات يُعانين من اضطرابات ذهانية مثل الذي حدث مع زوجتك، فما تُعاني منه زوجتك غالباً ما يكون هو هذا الاضطراب. في مثل حالة زوجتك تحتاج لمعاينة من قِبل طبيب نفسي وفي أكثر الحالات يكون العلاج بالأدوية المضادة للذُهان وقد يكون تأثير هذه الأدوية جيداً في أكثر الأحوال، ما ننصحك هو عرضها على طبيب نفسي حتى يُقرر التشخيص ومن ثم يصف العلاج وإن شاء الله سوف يُساعدها العلاج كثيراً.