حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القوى العالمية اليوم الخميس من التدخل في شؤون ليبيا وغيرها من الدول الافريقية وقال إن مثل هذا التدخل "غير مقبول". من جانبها قالت سوريا امس إنها تعارض التدخل الاجنبي في شؤون ليبيا في حين تبحث دول غربية كيف ستتعامل مع انتفاضة شعبية على حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. والتزمت دمشق الصمت بشكل عام بشأن الاحتجاجات التي اجتاحت العالم العربي هذا العام وأطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقالت الخارجية السورية في بيان نقلته الوكالة العربية السورية للانباء إن سوريا تؤكد "رفضها لكل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية باعتباره خرقا لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ويتعارض مع ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئ القانون الدولي." وفي انتقاد محتمل لاستخدام القذافي العنف في إخماد الانتفاضة الشعبية أضاف البيان أن سوريا "تدعو إلى ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ووقف العنف حيال أبناء الشعب الليبي واللجوء إلى الحكمة والحوار لتلبية طموحات هذا الشعب." وحثت قيادة المعارضة الليبية المجتمع الدولي على فرض حظر للطيران فوق ليبيا مما سيمنع الطائرات الحربية التابعة للقذافي من شن غارات على المدنيين أو المحتجين. وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) إنها تستعد "لمجموعة كاملة" من الخيارات العسكرية في ليبيا ومن بينها فرض حظر للطيران لكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أوضحت أن فرض مثل هذا الحظر هو في يد مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة وليس مبادرة تقودها الولاياتالمتحدة. ومجلس الامن منقسم حول الفكرة ومن المقرر أن يجتمع وزراء دول حلف شمال الاطلسي لاجراء مناقشات في وقت لاحق اليوم. ولم تمتد الاحتجاجات التي شهدتها دول مثل تونس ومصر الى سوريا التي تحكم قوات الامن فيها قبضتها على البلاد. وكثفت السلطات حملة اعتقالات للمعارضين وشخصيات المعارضة. ولم تنجح صفحات في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي في حشد متظاهرين في سوريا. وقال الرئيس السوري بشار الاسد إنه لا يمكن للاضطرابات السياسية التي تهز العالم العربي أن تمتد إلى سوريا التي يسيطر عليها حزب البعث منذ خمسة عقود. وأضاف الاسد أن التسلسل الهرمي للحكم في سوريا مرتبط بشدة بمعتقدات الشعب وأنه لا توجد حالة استياء عامة ضد الدولة.