رأينا في السنين الأخيرة توجهاً ملحوظاً لدى العنصر النسائي في بلادنا نحو تعهدات تصميم وتنفيذ الزخرفة الداخلية أو الزينة ، ومسارح عروض الأزياء ومنصات الزواج . وهي مهنة ليست عصرية ولا مستوردة من الغرب كما يظن البعض ، بل كانت من الميزات أو الخاصيات اللتي اعتمدها العرب لغة وفنا ، وأيضا محببة . وجدنا المفردة في نصوص قرآنية كريمة في التنزيل (أو يكون لك بيت من زخرف) . الإسراء . وفي اللسان : الزُّخْرُفُ: الزِّينةُ. : الزُّخْرفُ الذهب هذا الأَصل، ثم سُمِّي كل زِينةٍ زُخْرُفاً ثم شبه كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ به وبيت مزخرف ، وزخرف البيت – زيّنه وأكمله . والمتتبع لعناصر المعمار في بلادنا يجد أن الزخرفة الداخلية تأخذ نصيبا من الاهتمام . مع أن مواد وعناصر الزخرفة المتوفرة في ذلك الوقت كانت محلية . ونجد أن الجص له نصيب وافر . واهتموا به في زخرفة مجالس الضيوف ( القهوة ) وله مختصون لتنفيذه وإجراء النقوش وتقييم التناسب في الفراغات والمساحات المتاحة . ولا يتعاطى عملية التجصيص إلا من عنده الملكة والتجربة الخاصّة في تحقيق رضا صاحب المنزل الجديد بالزّخارف الجصّية المقترحة والقدرة على تنفيذها ، وإظهار التّنوع الواضح مع الإحساس بعنصر الوحدة في العمل الفنّي من حيث الموضع والشّكل. وعشق التراث أوجد مؤسسات تُعلن عن نفسها لتنفيذ مجال تراثية تقوم الزخرفة فيها على الجص فنجدهم يستخدمونه في " الملاحق " والاستراحات . ووجدنا من يقوم بتزيين سور بيته بالجص توقاً إلى الماضي أو إلى استعادة ذكريات يتعذر استردادها . ومفردة (ديكور) décor كلمة لاتينية تعني " الجمال " أو " الأناقة " أو " الحُسن " . واتخذت المحلات المتخصصة بتلك الخدمة التصميمية والتنفيذية الكلمة (ديكور) كعنصر جذب . وأسمع عن عدد من الفتيات السعوديات وجدن لديهن الملكة والموهبة والمقدرة لتقبل أعمال تصميم وتنفيذ الزخرفة الداخلية ، ويعملن من منازلهن . وألتمس تشجيعهن ، وسنجدهن أرخص من التعاقد مع محلات مشهورة تأخذ النقود من الشهرة فقط..