خسر الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني امس منصبا اساسيا في السلطة على رأس مجلس الخبراء، المنصب الذي تولاه المحافظ محمد رضا مهدوي كاني خلفا له، كما افادت وكالات انباء ايرانية. واضاف المصدر ذاته ان مهدوي كاني (80 عاما) انتخب على رأس مجلس الخبراء المكون من 86 عضوا والذي يختار المرشد الاعلى للجمهورية ويراقب انشطته. وكان رفسنجاني اعلن قبل الاقتراع لاختيار رئيس جديد لهذه المؤسسة لسنتين انه لن يترشح اذا ترشح مهدوي كاني. وتولى رفسنجاني رئاسة مجلس الخبراء لاربع سنوات. وهو يشغل منصبا مهما آخر في النظام على رأس مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يقدم المشورة لمرشد الجمهورية ويتولى حسم الخلافات بين البرلمان والحكومة. وهو يتعرض منذ اشهر لهجوم سياسي كبير من المحافظين المتشددين الذين يأخذون عليه دعمه للمعارضة الاصلاحية خلال الازمة التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في يونيو 2009. لكن في الاشهر الاخيرة نأى رفسنجاني بنفسه عن المعارضة. وندد باستئناف تظاهرات المعارضة منتصف فبراير بعد عام من توقفها وذلك بدعوة من قائدي المعارضة الاصلاحية مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وقال في تعليق على هذه التظاهرات الممنوعة ان "اي تحرك غير مطابق للقانون حرام" في عبارة فاقت بكثير كل انتقاداته السابقة للمعارضة. وكثف في الايام الاخيرة نداءاته "لوضع المصالح الشخصية جانبا" للحفاظ على "مصالح النظام ووحدة البلاد". غير ان ذلك بدا غير كاف في اعين المحافظين الذين شددوا لهجتهم بعد استئناف التظاهرات المناهضة للحكومة. وفي مؤشر على فقدانه نفوذه اضطر نجله محسن هاشمي الذي كان يدير مترو طهران منذ 13 عاما، الى الاستقالة وكان منذ سنوات موضع انتقادات المحافظين وحكومة احمدي نجاد. وتم توقيف ابنته فائزة هاشمي لفترة قصيرة اثناء تظاهرة محظورة للمعارضة في طهران في 20 فبراير. واكدت وكالة الانباء الرسمية انها "هتفت بشعارات استفزازية" لحث الناس على التظاهر. من جانب اخر ذكر موقع زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي ان الاخير موجود مع زوجته زهرة رهنورد في منزلهما ولم يسجنا، وقدم "اعتذارات" لتأكيد عكس ذلك الاسبوع الماضي. وكانت السلطات الايرانية نفت نقل زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي الموضوعين في الاقامة الجبرية في منزليهما منذ منتصف شباط/فبراير، الى السجن. والثلاثاء نفى مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي مجددا نبأ سجن زعيمي المعارضة بحسب ما اعلن موقعهما الاسبوع الماضي نقلا عن اقارب.