أجرى رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف، وهنأه بحصوله على ثقة الشعب المصري، في اتصال هو الأول من نوعه بين قيادي من "حماس" والحكومة المصرية الجديدة. وقال مكتب هنية، في بيان تلقت "يونايتد برس" نسخة منه، إن رئيس الحكومة في غزة الذي يعتبر من أبرز قادة "حماس" ، تمنى لشرف وحكومته "النجاح والتوفيق وعودة مصر إلى موقعها الرائد في الأمة". وأكد على "متانة" العلاقة بين فلسطين ومصر، معبراً عن ثقته بأن مصر وشخص شرف سيعمل على رفع الحصار وفتح معبر رفح. واشار إلى العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والفلسطيني، متمنياً لمصر الاستقرار ودوام العطاء والنجاح وان ترسخ مكانتها. ونقل البيان عن رئيس الوزراء المصري شكره هذا الاتصال والتهنئة ونقل تحياته إلى "الشعب الفلسطيني العزيز وأنه مع ما يحقق للشعب الفلسطيني طموحاته". يشار إلى أن علاقة حركة "حماس" والنظام المصري السابق غلفها التوتر، واقتصرت في السابق على علاقة محدودة عبر جهاز المخابرات المصرية دون المستوى السياسي. وكانت حركة "حماس" أشادت بمواقف وزير خارجية مصر الجديد الدكتور نبيل العربي تجاه قضية حصار غزة، وكذلك موقفه من الضرر الذي تسببت به اتفاقية كامب ديفيد للفلسطينيين. وقالت في بيان تلقت "يونايتد برس" نسخة منه إنها "إذ تقدر هذه المواقف المشرفة؛ فإنها تأمل أن تترجم هذه المواقف من خلال موقعه الجديد" معبرة عن أملها أن تمثل انطلاقة جديدة في السياسة الخارجية المصرية للحفاظ على مكانة مصر القومية وعلى دورها الرائد اتجاه قضايا الأمة والشعب الفلسطيني. وكان الدكتور العربي دعا في مقال له نشرته صحيفة "الشروق" المصرية عقب تنحي حسني مبارك، إلى إجراء مراجعة للسياسة الخارجية المصرية، منتقداً بشكل خاص الموقف من حصار غزة الذي اعتبره مخالفاً للقانون الدولي. وقال العربي في مقالته "لم تكن سياسة مصر الخارجية في السنوات الأخيرة تعالج بأسلوب علمي عصري يؤدي إلى اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية لجميع أبعاد المسائل المطروحة بواسطة خبراء متخصصين. وكانت لا تعدو أن تكون ردود أفعال للأحداث وكانت القرارات تتخذ بأسلوب فردي وقد يكون أيضا أحيانا عشوائيا يتم بدون الدراسة المطلوبة. مصر لها وزن كبير ولها دور تاريخي مهم ولها إسهامات في جميع المجالات الدولية وليس فقط في العالم العربي ومحيطها الأفريقي. ولا يليق بمصر أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التي تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية فى القانون الدولي مثل الموقف الذي تتبناه مصر تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة والذى يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم حصار المدنيين حتى في أوقات الحروب. هذا الأسلوب في اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومي لا يتفق مع مكانة مصر وتاريخها."