يُنفق المستهلك في الغرب حوالي 90% من ميزانية طعامه على الأطعمة المعالجة، ويبدو اننا لسنا بعيدين عن ذلك لأن أطعمتنا الرئيسية: الأرز والخبز والمكرونة والزيوت النباتية والسكر والعصيرات والصلصات ومنتجات الألبان ومنها الأجبان كلها معالجة، فالأرز مقشور، والخبز والمكرونة يحضّران من دقيق قمح قد أزيلت قشرته الخارجية أيضاً، والزيوت النباتية معالجة بالتكرير، والسكر معالج بالتكرير، والصلصات مصنّعة، ومنتجات الألبان والأجبان والعصيرات كلها معالجة بالبسترة. وكما هو معروف فالمعالجة بإزالة قشرة الأرز الخارجيّة، أو إزالة قشرة القمح الخارجية تتم باستخدام الحرارة مما يؤدي إلى فقدان الألياف ومعظم الفيتامينات والمعادن. وهذا يعني أن أكثر ما يُصرف من مال على شراء الأطعمة يذهب هدراً. وليس هذا وحسب، بل إن فقدان الفيتامينات والمعادن والألياف من الأطعمة المعالجة يؤدي إلى السمنة وإلى الإصابة بمختلف الأمراض المستعصية والمزمنة. أما تناول الأطعمة "الطبيعية" فيؤدي إلى تقوية المناعة وإلى تحسن واضح في صحة الإنسان الجسميّة والنفسية. ولكي تعرف ما هو حقاً "طبيعي" وصحي حاول أن تتحرّى عن مصادره، وتتأكد من انه: 1- زُرع بدون رشه بالمبيدات أو المخصبات. 2- لم يتم تحويره وراثياً، أي لم يتدخل الإنسان لتغيير تركيبته الوراثيّة. 3- لم يتم حقنه بهرمونات النمو وبالمضادات الحيوية، او غيرها من العقاقير. 4- لا يحتوي على أي شيء مصنّع، أو أي مادة حافظة. 5- أن يكون طعاماً كاملاً، أي ليس في مكوناته قائمة طويلة بمواد غريبة عنه. 6- أن يكون طازجاً. 7- ألاّ يكون قد خرج من مزرعة تصنيع. 8- أن تتم زراعته أو تربيته وفقاً للأساليب التقليدية (حيث تُغذى الحيوانات بعلف نباتي، ويكون لها مكان متسع لتتمشى فيه). 9- أن تتم زراعته بأساليب الدعم (ترشيد استهلاك الماء، وحماية التربة من الانجراف، وتحويل روث الحيوانات إلى سماد طبيعي). 10- أن لا يكون معالجاً، أو معالجا بحذر مثل زيت الزيتون المعصور على البارد. فإذا رغبت بالعافية وفي قلب المعادلة لصالحك فقم بتخصيص ميزانية لطعامك يكون حوالي 90% منها مخصصا لشراء أطعمة "طبيعية": أرز وقمح غير مقشور، وخضروات طازجة، ولحوم وزيوت صحيّة، ومنتجات ألبان غير مبسترة، وبذور ومكسرات غير محمّرة ولا مملحة.