استمرارا للنشاط الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2011م، أقيمت ندوة ( الثقافة والفضائيات) بمشاركة أحمد علي الزين، والأستاذ محمد الماضي، والأستاذة مريم الغامدي، وقدمها الإعلامي الأستاذ تركي الدخيل والكاتبة الدكتورة أمل القثامي. وقد تحدث الزين مستهلا حديثه عن مطاطية العنوان، متخذا من أسلوب الحكاية مدخلا لحديثه عن عنوان الندوة..متسائلا عن رواج ثقافة الاستهلاك مقارنة بثقافة العقل الغائبة،نتيجة لثقافة الضجيج التي تضخم بها الفضاء الإعلامي عبر ما تعج به برامج وصفها بالاستهلاكية التي تزداد عزوفا عن ثقافة العقل يوما بعد آخر..مؤكدا على ضرورة الجرأة المالية من قبل المهتمين بصناعة الإعلام، لإنشاء ما هو جدي ومجد لشاشات فضائية تقدم للعقل العربي ما يستحقه..مختتما حديثه بما تمثله الفضائيات لدى الأجيال الناشئة التي يرى بأنها تقرأ في أكثر من كتاب مختلف..مما يفرض إعلاما نوعيا يحسن التعامل مع ثقافة الأجيال الصاعدة. واختتم الزين حديثه مؤكدا على وجود الدور المؤسساتي الذي يقوم على استثمار العقل العربي في هذه الصناعة المعاصرة، إضافة إلى ما يتطلبه هذا الفضاء من استعدادات إعلامية من جانب، وما أصبح يفرضه من تحديات من جانب آخر. الزين: أجيال اليوم تقرأ في أكثر من مجال أما مريم الغامدي فاستعرضت في كلمتها الثورة التقنية ومد الاتصال المعاصر الذي تحول إلى فضاء مفتوح..وما تبع ذلك من تنام كبير في انتشار الفضائيات، وما استطاعت أن تتسيده من هيمنة فضائية في العلم العربي، وما صحب هذا المد الإعلامي من تأثير في الثقافة من جانب والمستوى القيمي من جانب آخر..وخاصة فيما وصفته المتحدثة بالثقافة المستوردة بما فيها من تسطيح، ووأد الثقافة العلمية والمعرفية..إلى جانب ما تعرضه من موضات تخدش الحياء ويؤثر بشكل كبير في تربية أمهات المستقبل تحت مسميات الأناقة والموضة وعن سلبيات الفضائيات أشارت إلى أنها كان من المأمول على هذه الفضائيات عدم اهتمامها بالثقافة العربية، التي تتمثل في ضعف الإلمام باللغة العربية فيما يقدم وما تحتويه البرامج من مضامين إعلامية لا تلقي بالا إلى اللغة العربية ولا تراعي ذائقة المشاهد العربي التي تخلت عن الاتقاء بلغته وثقافته، معرجة على العديد من المؤشرات السلبية التي يأتي في مقدمتها ثقافة العنف، وتقديم برامج دينية تحت ما وصفته بالغطاء الشرعي لترويج أفكار مغرضة. محمد الماضي أما محمد الماضي فقد استهل حديثه من خلال وجود أكثر من (700) قناة في العالم العربي..متسائلا بقوله: ماذا قدمت لثقافة المشاهد؟ وما الذي عززته من قيم القراءة ؟ مؤكدا في إجابته على السؤالين بأنها لا تسر، إذ تأتي هذه الاهتمامات في آخر سلم اهتمامات القنوات الفضائية العربية، وبأن ما يقدم في هذا السياق بأنه غير جذاب ولا مشوق..مشيرا إلى أن الفضائيات لا تلقي بالا للتحديات التي تواجه الدين الإسلامي، وثقافة أبناء الأمة العربية.. واختتم الماضي حديثه مشيرا إلى أن بعض الفضائيات أججت روح الخلاف بين أبناء الأمة والوطن الواحد والمذهب الواحد، وزادت من شيوع هذا التعصب والصراع بين التيارات الفكرية والثقافية..مهملة تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر..وغير مكترثة بما تتمتع به الثقافة العربية من سمات تجعلها ثقافة عالمية فاعلة..مستعرضا جملة من المعوقات التي ذكر منها الماضي عدم التخصص، عدم استشعار المسؤولية في الفضائيات العربية بوجه عام.. وفي تصريح لثقافة اليوم قال أحمد زين عن معرض الرياض الدولي للكتاب: اعتبر أن معرض الرياض الدولي نافذة من نوافذ الأمل في عالمنا العربي، وعلى حرية التعدد، وانفتاح على قراءة الآخر. أحمد علي زين