أطلق رئيس المؤسسة العامة للموانئ المهندس عبدالعزيز بن محمد التويجري العنان لإبحار أول باخرة محملة بشحنة أمونيا طاقتها 12 ألف طن متري تمثل باكورة إنتاج شركة معادن للفوسفات من ميناء راس الزور وسط عاصفة من التصفيق والابتهاج حيث أطلقت الباخرة أبواقها التي ترددت أصداؤها لتدوي في أرجاء المنطقة إيذاناً ببدء إبحارها بسلام إلى أسواق شرق أسيا ومعلنة أقدام صناعة التعدين السعودية لاقتحام أسواق العالم المتعطش بكل قوة ومنافسة ليس لها نظير. وعقب إطلاق الباخرة ارتجل المهندس التويجري كلمة أعرب فيها عن مشاعر الفرح والسرور والتهاني والامتنان لخادم الحرمين الشريقين الملك عبدالله يحفظه الله لهذا الإنجاز الوطني الباهر في هذا اليوم التاريخي واللحظات التاريخية التي تمثل دعامة مؤثرة جداً تضاف للنمو الاقتصادي منوهاً بتضافر جهود وإخلاص أبناء الوطن في أداء الأمانة، حيث نحتفل بنوع من التميز في التنسيق والإنجاز الذي أثمر عنه التغلب على العديد من المصاعب التي تواجه مثل هذه المشاريع العملاقة مثمناً جهود وزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة الملكية وشركة معادن والمؤسسة العامة للموانئ خلال فترة تنفيذ مشروع رأس الزور، والذي نتج عنه إنهاء أعمال التنفيذ في الوقت المحدد وبالمواصفات التي تحقق أعلى مستوى الأداء، مشيراً إلى أن ميناء رأس الزور يعتبر أحدث الموانئ السعودية ويتضمن ثلاثة أرصفة، ورصيف للخدمات، ويتم تنفيذ رصيفين آخرين لزيادة طاقة الميناء. من جهته أوضع المهندس خالد بن صالح المديفر الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) أن هذا الإنجاز يتواكب وفرحة الوطن بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية تكللت بالنجاح ولله الحمد، ويتوافق ورؤية خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق الرفاهية لأبناء الوطن وينهض بمستوياتهم المعيشية. ورفع المديفر شكره وتقديره للقيادة الحكيمة على دعم ومساندة المشاريع التعدينية، كما ثمن جهود ووزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة المالية ووزارة النقل والهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركاء شركة معادن، مشيرا إلى أن هذه الجهود كان لها عظيم الأثر في إنجاز مشاريع شركة معادن وتشكيل منظومة من الصناعات التعدينية التي تساهم في تعزيز دور الصناعات السعودية في التنمية الوطنية. كما عبر عن سعادته لتصدير أول شحنة من منتجات مدينة رأس الزور للصناعات التعدينية والتي تضم منظومة صناعية متكاملة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية ومشروعا متكاملا لصناعة الألمنيوم، بالإضافة إلى مرافق البنى التحتية والخدمات المساندة، مشيرا إلى أنه من المقرر أن تنتج الشركة نحو 2.92 مليون طن سنويا من سماد ثنائي فوسفات الامونيوم (DAP) ضمن مشروع الفوسفات المتكامل لشركة معادن في رأس الزور والذي سيبدأ الإنتاج في الربع الثاني من عام 2011م. وشدد بأن شركة معادن (وهي مشروع مشترك بين شركة التعدين العربية السعودية «معادن» والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» بنسبة 70% لمعادن و30% لسابك) تمضي قدما في تعزيز الركائز الأساسية لتنفيذ مشاريعها العملاقة للفوسفات والألمونيوم بالإضافة إلى تطوير أعمال الشركة الأخرى في مشاريع الذهب والمعادن الصناعية للتوسع في استثماراتها التعدينية وبناء قاعدة من الصناعات المتقدمة التي تساهم في نقل وتوطين التقنية ورخاء المواطن وتعظيم الفائدة لمساهميها. إلى ذلك أعرب المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي عن سعادته لبدء إنتاج مادة الأمونيا وتصدير الشحنة الأولى عبر الجهاز التسويقي في سابك، مشيراً إلى أن المجمع المتكامل لإنتاج سماد ثنائي فوسفات الأمونيوم (DAP) في رأس الزور، يعتبر من المجمعات العالمية المثلى لاحتوائه على جميع عمليات التصنيع من المنجم إلى المنتج النهائي في مجمع واحد، الأمر الذي يمكن المملكة من إنتاج أهم منتجين في صناعة الأسمدة الضرورية للزراعة وهما (اليوريا وسماد ثنائي فوسفات الأمونيوم). ولكونها المسوق الرئيس لمنتج سماد ثنائي فوسفات الأمونيوم (DAP) فإن هذه الخطوة تجعل سابك المورد الأفضل لكبار الزبائن حول العالم، لما توفره لزبائنها من ميزات تنافسية من بينها الحصول على المنتجين في آن واحد. ومن جانبه أعرب فهد بن سعد الشعيبي نائب الرئيس التنفيذي للأسمدة في «سابك» عن بالغ سروره بهذه النقلة التنموية الإستراتيجية للمملكة منوهاً بعمق ومتانة العلاقة بين (سابك) و(معادن) ما أسفر عنه تلاحمهما في تعزيز ترسانة الاقتصاد السعودي من خلال تزعمهما العالمي للصناعة البتروكيماويات والتعدينية ما يحقق التكامل الصناعي بين الشركتين خاصة وأن شركة (معادن) تضطلع بتقديم التقنية والخبرات في مجال صناعة الفوسفات بينما توفر شركة (سابك) التقنية والخبرات التسويقية في مجال الأسمدة النيتروجينية. احتفاء كبير ولحظات تاريخية قبيل إبحار الباخرة