قامت العديد من الدراسات والأبحاث على فرضية ما لوسائل الإعلام من تأثير إيجابي على العنف لدى الأطفال والمراهقين، فقد كانت الفرضية تتساءل هل العنف غير المبرر في الأفلام خصوصاً قد يخلق لنا جيلاً عنيفاً دموياً .... وغيره من الفرضيات في هذا السياق، ولكن الدراسات جاءت بنتيجة أخرى، فالعنف في وسائل الإعلام لم يكن ليؤثر في الأطفال والمراهقين، بقدر ما تؤثر فيهم البيئة المحيطة والمجتمع الذي يعيشون فيه . إن وسائل الإعلام قد تسوق الكثير من الأفكار الهدامة وتمررها دون أن يشعر المراهق بدورها مستقبلاً، وهذا موجود في كل العالم وليس مختصاً بعالمنا العربي، ومن أمثلته تلك الإيحاءات الجسدية التي تجدها في بعض الاعلانات، ويدخل ضمن تمرير مثل هذه الأفكار ما تقوم به بعض الأفلام العربية سواء عن قصد أو عن جهل بإظهار لحظات التدخين وتعاطي المخدرات وتغليفها بهالة من الفضيلة مثل ضابط الشرطة الذي يدخن كثيراً ليفكر جيداً فهو يحمي المجتمع من أخطار الجريمة والمجرمين . هل يعني ذلك أن يقوم الأهل بمتابعة ما يعرض في وسائل الاعلام للحرص على أبنائهم، هذا وارد ولكن الأسلم من ذلك هو التوعية المستمرة على شكل معلومات وحوارات شفافة مع أبنائنا لحمايتهم من مختلف الأفكار الهدامة بما يتناسب مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا العربية الأصيلة . * التثقيف الصحي