منذ أن غادر قائد البلاد، وملك الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتلقي العلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقلوب المواطنين، وأفئدتهم معلقة به، وعقولهم تتقصى أخباره، وألسنتهم تلهج بالدعاء لله أن يشفيه، ويرزقه الصحة، وبعد إعلان نجاح العملية الجراحية التي أجريت له - حفظه الله - عمت فرحة غامرة جميع أرجاء المملكة وبعد خروجه - حفظه الله - من المستشفى، وظهوره أمام شعبه، كانت فرحة المواطنين أكثر، واستبشارهم أكبر، وبعد شفائه - أيده الله - وسفره إلى المملكة المغربية، لاستكمال مرحلة العلاج النهائية، وفترة النقاهة، ازدادت فرحة المواطنين أكثر وأكثر، واطمأنوا على صحة قائدهم. وما أن سمع المواطنون خبر قرب قدوم خادم الحرمين الشريفين،، وعودته سالماً معافى - بإذن الله - إلى أرض الوطن، حتى غمرت الفرحة جميع أرجاء المملكة، وعمت البشرى، وأصبح المواطنون يتتبعون الأخبار، وينتظرون على شوق أحر من الجمر قدومه، وملء عيونهم من النظر إلى محياه، والتشرف بالسلام عليه. ولا شك أن هذا التتبع الدقيق من المواطنين السعوديين لأخبار ملكهم وقائدهم، وفرحهم بعلاجه وشفائه، وشغفهم الشديد برؤيته سالماً معافى، وحرصهم على السلام عليه يدل دلالة قاطعة على حبهم العظيم لقيادتهم، وتمسكهم بملكهم، والتفافهم حوله، مما يقطع الطريق أمام كل من يتربص بالمملكة، أو يريد بها سوءاً، لأن جبهتها الداخلية - ولله الحمد - في غاية القوة والمتانة، وأهلها ومواطنوها متراصون خلف قيادتها الرشيدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. وهذا الحب العظيم للقائد المفدى، والولاء الشديد لهذا الملك الإنسان هو نتيجة طبيعية لما منّ الله على هذا الملك الفذ، والقائد الملهم، من صفات جليلة، وخصال حميدة وسجايا عظيمة، فأول تلك الصفات: التواضع الجم، وإنسانيته الفياضة، مما جعله - بفضل الله - قريباً من جميع شرائح الشعب، مخالطاً لهم، مطلعاً على همومهم وطموحاتهم، ساعياً إلى سد احتياجاتهم، مهتماً بقضاء حوائجهم، وتنفيس كرباتهم، وتيسير عسرتهم، وكل من رأى خادم الحرمين الشريفين، وهو يستقبل الشيخ الطاعن في السن، ويساعده على الجلوس والقيام، ويقبل الطفل الصغير المحتاج، ويستمع إلى كلامهم بكل عناية، ورعاية، وعطف، وحنان، يدرك السر في حب المواطنين لهذا الملك الإنسان، وتمسكهم به، وتشبثهم به، وطاعته، فيما يرضي الله - تعالى. كما أن من أهم الصفات التي يتحلى بها هذا الملك القائد: صفة العدل، فمن أحب الصفات إلى قبله، وأقربها إلى طبعة صفة العدل بين الرعية، وإنصاف المظلومين، وإيصال الحقوق إلى أصحابها، وحث المسؤولين في جميع قطاعات الدولة على الإخلاص في العمل والسهر على خدمة المواطنين، وتسهيل تعاملاتهم ومعاملاتهم، وإيصال الخير والنفع إليهم. يضاف إلى ذلك كله أهم الصفات التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين، وهي صفة الإيمان بالله - تعالى - وطاعته بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، واخلاص العمل لله تعالى، والخوف منه في السر والعلن، فكان من ثمار ذلك أن زرقه الله الحكمة، ونفاذ البصيرة، والقبول عند الجميع في داخل المملكة وخارجها. فلا عجب - إذاً - أن نرى هذا الحب العظيم، والتقدير الكبير من جميع فئات الشعب، لهذا القائد العظيم، والملك الحكيم. نسأل الله - تعالى - أن يرزقه الصحة والعافية، ويسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يوفقه هو وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وأن يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان. *وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية