امتن الله على أهل هذه البلاد المباركة بالاهتمام بتعليم القرآن الكريم، حيث اعتنت المملكة بإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي تهدف إلى ربط النشء بالقرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والإسهام في بث روح التنافس بين الناشئة، فهي من المحاضن التربوية المهمة في بناء الأجيال، وحمايتهم من الانحرافات السلوكية والخلقية وتأديبهم بآداب القرآن الكريم فقد كشفت الدراسات عن تميز تجربة المملكة في العناية بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، حيث أسهمت حلقات تحفيظ في حفظ النشء من الوقوع في الجريمة كما أثمرت في تقوية الرقابة الذاتية لدى النشء، فجعلتهم أكثر استقامة على دين الله تعالى وتمسكا بتعاليمه بربط حفظ القرآن الكريم بسلوك الطلاب وشؤون حياتهم العامة، والعمل على توعية الآباء بمدى أهمية الحلقات، كما أن حفظ القرآن الكريم له أثره في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب في المراحل الأولية ذلك أن الذاكرة ملكة جسدية تنمو بإنمائها وتتسع كلما زاد مخزونها، قال الحارث بن أسامة: (كان العلماء يقولون: كل وعاء أفرغت فيه شيئاً فإنه يضيق إلا القلب، فإنه كلما أفرغت فيه اتسع). لذا فإن حفظ القرآن الكريم في الصغر ينمي مدارك الناشئة واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم بالإضافة إلى تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي، فما أحرنا بأن نحبِّب القرآن إلى أبنائنا لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّوا على ذلك، فيجعل القرآن العظيم له هداية وسلوكاً، بعد أن ترسَّخ في نفسه منذ الصغر، وما هذه الجوائز القرآنية إلا هدف أسمى لهذا النشء للتنافس على حفظ كتاب الله تعالى، ومن الأمور التي تبشر بخير ما نشاهده اليوم من اهتمام وعناية بالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة التي تسهم بدور كبير في حماية الناشئة من الشبهات والشهوات وذلك للدعم الكبير الذي تحظى به من ولاة أمر هذه البلاد -وفقهم الله- مما مكنها بفضل الله تعالى أن تحقق كثيراً من الأهداف السامية التي أنشئت لأجلها، ولذا اجتهد كل ناصح لهذا المجتمع المسلم بالسعي والبذل لتوسيع دائرة الخير وتعلم القرآن الكريم وهو من الباقيات الصالحات، وإن مشروع الشيخ عبدالرحمن بن سلمان الحلافي ووالديه لإكرام الحفاظ سنة حسنة وأجر دائم وثواب لا ينقطع، فجزاه الله خيراً وأجزل له الأجر والثواب، وإنني أقدم الشكر الجزيل لسعادته وكل العاملين في الجمعية التي ترعى هذا المشروع الخيري فلهم منا الشكر والتقدير على ما يبذلونه من جهود وحرص لكي يؤتي هذا المشروع ثماره اليانعة وأهدافه السامية في تشجيع الطلاب والطالبات على العناية بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوةً وتدبراً، وإثارة روح المنافسة الشريفة بينهم، وإعداد جيل صالح متخلق بأخلاق القرآن الكريم، شكر الله سعي الجميع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم، تقبل الله من الجميع صالح الأعمال وحمى الله البلاد والعباد من كل سوء. * الأمين العام للمجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم