سمنة مفرطة وخشونة في الركبة * الأخت السائلة تعاني من سمنة مفرطة حيث يبلغ وزنها 120 كيلوا غراماً وطولها 155 سم ولديها خشونة متقدمة في الركبتين تحتاج لعملية استبدال مفصل الركبة ولكن تم رفض حالتها في أكثر من مستشفى من قبل الأطباء بحجة ان وزنها الزائد سوف يؤدي إلى فشل العملية. وهي الآن تعاني من آلام مبرحة ولا تستطيع المشي والقيام بسهولة وتسأل عن الحل. - في الواقع ان هذا الكلام صحيح جداً حيث أن السمنة المفرطة (morbid obesity) تعد أحد عوامل الخطورة بإجراء عمليات جراحة مفصل الركبة الصناعية (knee replacement) وذلك لأن السمنة بحد ذاتها تمثل خطورة من ناحية التخدير وتزيد من احتمالات حدوث الإلتهابات أو حدوث جلطات وريدية عميقة في مرحلة ما بعد العملية لا سمح الله. هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فإن الوزن الزائد سوف يؤدي إلى صعوبة تقنية في الجراحة وفي وضع المفصل وإلى زيادة الضغوط والإجهاد على المفصل الصناعي في مرحلة ما بعد العملية مما قد يؤدي إلى فشل مبكر لهذا المفصل الصناعي. ولهذه الأسباب كلها فإن كثيراً من الجراحين يترددون في الإقدام على إجراء هذه العمليات عند المرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة. والحل يكمن في محاولة التحكم في الأعراض عن طريق الأدوية والمسكنات وجلسات العلاج الطبيعي والأحذية الطبية واستخدام العصا أو العكاز الطبي واستخدام الإبر الموضعية داخل مفصل الركبة. كما يجب على المريضة استشارة أخصائي أو أخصائية التغذية لعمل برنامج حمية لتخفيف الوزن بما يعادل 15 إلى 20 كيلوغراماً على الأقل قبل التفكير بإجراء العملية. أما إذا تعذر ذلك فيمكنها استشارة جراح السمنة لمحاولة التحكم في وزنها إما عن طريق وضع بالون المعدة أو عن طريق جراحة ربط المعدة أو غير ذلك من الجراحات التي تساعد على إنقاص الوزن. وهذه هي الطريقة الأفضل والأسلم. وفي بعض الحالات النادرة قد يتم اللجوء إلى إجراء تغير مفصل الركبة الصناعي عند المرضى ذوي الأوزان الزائدة والسمنة المفرطة بعد أن تستنفد جميع الحلول التي ذكرناها سابقاً وبعد ان يتم التفاهم مع المريض أو المريضة وأن يكون معلوماً لديه بأن هناك خطورة زائدة في إجراء العملية. وفي هذه الحالة يتم إدخال المريض أو المريضة إلى المستشفى قبل الجراحة ببضعة أيام وتتم مراقبته بعد الجراحة بشكل دقيق ويتم إعطاؤه جرعات مضاعفة من الأدوية المضادة للجلطات الوريدية العميقة. التهاب المفصل العجزي * يبلغ من العمر 25 عاما ويشكو من آلام في منطقتي اليمنى واليسرى في أسفل الظهر وفوق عظمة الورك منذ عامين وهذه الآلام تزداد في شدتها مع الحركة وقد رجح الكثير من الأطباء وتم إجراء أشعة رنين مغناطيسي للفقرات القطنية ولم يظهر فيها أي مشاكل وانزلاقات غضروفية. وهو لايزال يشعر بالآلام التي تعيقه عن القيام بأعماله اليومية ويسأل عن طريقة علاجها. - هناك شك كبير بأن ما تعاني منه هو التهاب مفصل العجزي الحرقفي (sacroilitis). هذا المفصل يقع في جانبين الأيمن والأيسر من المنطقة السفلية من الظهر عند التقاء الظهر بالورك، هذا المفصل يصل عظمة العجز بعظام الحوض وهو يتعرض للالتهابات بدون سبب أو نتيجة بعض الأمراض الروماتزمية ويسبب آلاما شديدة في هذه المنطقة اليمنى واليسرى تزداد مع الحركة. وكثيراً ما يتم التغاضي عن تشخيصه إما بعدم معرفة الطبيب هذا المرض أو لأن الشكوك تتجه إلى منطقة الفقرات القطنية كما حدث في حالتك. والواجب هو عمل فحص سريري معين يبين زيادة في الألم عند وضع مجهود على هذا المفصل. وبعد ذلك يمكن إجراء أشعة سينية لمنطقة الحوض وكذلك أشعة نووية (Bone scan) تبين وجود الالتهاب في هذا المفصل. كما أن أشعة الرنين المغناطيسي الملونة (MRI) تساعد على تشخيص هذا المرض. أما بالنسبة لتحليل الدم فإنه عادة ما يبين وجود زيادة في نسبة ترسب خلايا الدم الحمراء (ESR) عن هؤلاء المرضى. وبعد أن يتم التشخيص يمكن البدء بالخطة العلاجية التي تتكون من تجنب الإجهاد وأخذ الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل والأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات. كما أن الجزء المهم علاج هذا الالتهاب يتكون من إعطاء حقنة تحتوي على مادة الديبومدرول ذات الخاصية المضادة للالتهاب. والواقع أن هذه الإبرة مفيدة جداً وفعالة جداً في علاج هذه الحالات. وبعد إعطاء الإبرة والأدوية فإن المريض سوف يشعر بتحسن كبير وواضح في حالته بإذن الله. ولكن أهم شيء كما ذكرنا سابقاً هو معرفة التشخيص والوصول إلى التشخيص المناسب.