أسهبت الصحف الاسرائيلية في تحليل التطورات الجارية في مصر، وانعكاس أي تغيير محتمل على مستقبل اتفاقية السلام الاسرائيلية المصرية، واخفاق اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في التنبؤ بما يحدث هناك، وذهبت بعيداً في رسم سيناريوهات للشكل الذي ستنتهي اليه هذه التظاهرات. وخرجت الصحف العبرية بعناوين حاسمة مثل "شرق أوسط جديد"، " انتفاضة مصر"، و" اتفاقية السلام في خطر"، وال48 ساعة التي هزت الشرق الاوسط"، " هزة تاريخية في مصر"، "الادارة وقفت الى جانب المتظاهرين"، و"الحرب حسمت"، و"خبراء الاستخبارات الذين لم يتوقعوا قوة التغيير".. وفي خبرها الرئيس قالت صحيفة " معاريف" ان التخوف الاساس في (اسرائيل) ينبع من آثار خطيرة للاحداث الاخيرة على الامن في الحدود الاسرائيلية – المصرية، مع التشديد على تهريب السلاح في الانفاق الى قطاع غزة وتعزز حماس، وكذا الاثار على الامن الاقليمي في شكل تعزز الميول الاسلامية الجهادية. تخوف آخر، عمومي في اساسه، ينبع من الاثار المحتملة على توريد الغاز المصري الى اسرائيل". ورسمت الصحيفة سيناريوهات لما ستؤول اليه الاوضاع في مصر، وهي أولا: نظام مبارك يسقط. وبناء على ذلك تصبح مصر اما : ديمقراطية مؤيدة للغرب (احتمال ضعيف) او جمهورية اسلامية (احتمال قوي). والسيناريو الثاني هو بقاء نظام مبارك ويترتب على ذلك انتهاء حركة الاحتجاج بحيث يعد مبارك بانتهاج اصلاحات في مصر ولكنه يرفض الاعتزال (احتمال متوسط)، او ان مصر ستدخل في حمام دماء، بحيث يأمر مبارك اجهزة أمنه باطلاق النار بكثافة باتجاه المحتجين (احتمال منخفض). وتناولت الصحف الاسرائيلية ايضا فشل اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في التنبؤ بما حدث في مصر، واشارت الى ان اسرائيل لم تتوقع على الاطلاق الاضطرابات الدموية في مصر. وقال ايلي شكيد سفير اسرائيلي سابق في مصر في مقال له في صحيفة "يديعوت احرونوت" "من الان فصاعدا كل تطور لن يكون خيرا للسلام مع مصر وللاستقرار في المنطقة.. الوحيدون في مصر الملتزمون بالسلام هم رجال الدائرة الضيقة لمبارك، وان لم يكن الرئيس القادم واحدا منهم فبانتظارنا مشاكل." واضاف "الفرضية هي أن نظام مبارك يعيش على زمن مستقطع لعدة اشهر، في اثنائه ستكون حكومة انتقالية، حتى انتخابات عامة جديدة. واذا ما جرت الانتخابات كما يريد الامريكيون، فان معظم الاحتمالات هي أن الاخوان المسلمين سيفوزون بالاغلبية وسيكونون الجهة السائدة في النظام القادم." من جانبه، ابدى السياسي الاسرائيلي ومهندس اتفاقية جنيف يوسي بيلين في مقال له في صحيفة " اسرائيل اليوم" استغرابه من موقف الولاياتالمتحدة "المحايد" ازاء ما يجري في مصر. وقال إن اسقاط نظام حكم حسني مبارك وسيطرة جهات اسلامية "متطرفة" على هذه الدولة الضخمة هو سيناريو، وعلى أوباما ان يقرر أن يساعد على ذلك بعدم التدخل، أم يهب لمساعدة واحد من أهم حلفائه في الشرق الاوسط. واضاف "يحسن ان يتذكر اوباما ما حدث للرئيس كارتر الذي مكّن من سقوط شاه ايران ودفع عن ذلك لا كرسيه فحسب بل ثمن تغيير بعيد المدى في وجه الشرق الاوسط. لا يجوز له ان يكرر ذلك الخطأ". وتحت عنوان "ثورة الشارع العربي"، كتب المحلل في صحيفة " هآرتس" تسفي برئيل قائلا "هذا في ظاهر الامر شرق اوسط جديد كما أراد الغرب دائما، لكن ليس هذا هو الشرق الاوسط الذي حلموا به في أروقة الادارة الاميركية للرئيس بوش ولا هو الذي غذّى هذيانات بنيامين نتنياهو. لقد حل في الميدان فجأة لاعب جديد غير متوقع هو الجمهور." واضاف"لا يجب انتظار ان تسقط نظم حكم اخرى كي ندرك ان الثورة تحدث ازاء نواظرنا حقا. لن يسقط مبارك بسبب التظاهرات في ميدان التحرير وسيستمر رئيس اليمن في الحكم بالقوة ايضا. لكن هذه ثورة في الوعي وبالمفاهيم الأساسية ل "الشرق الاوسط"، ويجب ان تكون في الأساس ثورة في تصور الغرب للمنطقة."